تسببت جائحة فيروس كورونا في إحداث تغييرات هائلة في التجارة الإلكترونية خلال فترة زمنية قصيرة. وذكرت دراسة أجرتها شركة «أدوب اناليتيكس» أن متوسط المبيعات اليومية للبقالة عبر الإنترنت تضاعف بحلول منتصف مارس مقارنة مع بداية الشهر. وبشكل عام، ارتفع حجم التجارة الإلكترونية بنسبة 25% خلال الفترة نفسها. وبإلقاء نظرة أكثر شمولاً، نجد أن نصيب البقالة يمثل الآن 8% من إجمالي التجارة الإلكترونية، مقابل 6% قبل ثلاث سنوات، وفقاً للدراسة.
وبينما كانت التجارة عبر الإنترنت تحقق بالفعل تقدماً ثابتاً في حصة سوق التجزئة، فإن الجائحة التي أغلقت منافذ تجارة التجزئة، أوجدت «وظيفة إجبارية» تدفع المستهلكين للحصول على احتياجاتهم عبر الإنترنت، كما ذكر «فيفيك بانديا»، محلل رئيس في شركة «أدوب ديجيتال انسايتس». وقال بانديا: «أداء الاقتصاد عبر الإنترنت أصبح هو أداء اقتصاد التجزئة بشكل عام. والمذهل أن نرى هذا يحدث خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة».
وشهد خيار «الشراء عبر الإنترنت والاستلام في المتجر» زيادة بنسبة 62% في الفترة بين 24 فبراير و21 مارس، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وفقاً لشركة «أدوب اناليتيكس». وارتفعت طلبات الشراء لأجهزة الكمبيوتر أيضاً، مع متوسط زيادة بلغ 40% في الفترة بين 11 و25 مارس مقارنة بالأيام العشرة السابقة.
وشهدت مبيعات أجهزة اللياقة البدنية في المنزل، مثل الدراجة الثابتة وأجهزة المشي، زيادة بنسبة 55% في الفترة بين 11 و15 مارس مقارنة بالأيام العشرة الأولى من الشهر ذاته.
وعلى الجانب الآخر من هذه الزيادات، نجد أن الملابس تكافح من أجل أن تلقى رواجاً، وهي علامة مثيرة للقلق بالنسبة لتجار التجزئة الذين اضطروا لإغلاق متاجرهم بموجب القرارات الحكومية التي طالبت بإيقاف الأعمال التجارية غير الضرورية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وشهد أحد منافذ بيع الملابس عبر الإنترنت انخفاضاً بنسبة 13% خلال الفترة من 12 إلى 25 مارس مقارنة بالأيام السابقة من الشهر وفقاً لشركة «أدوب ديجيتال».
جوردين هولمان*
*صحفية متخصصة في الشؤون الاقتصادية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»