شاب الأسبوع الماضي ذعرٌ وخرجت الأمور عن السيطرة مع انتشار أخبار الفيروسات وما تبعها من انتقادات وأسواق متوترة و«ديمقراطيين» أكثر توتراً. لكن الضرورة الملحة جيدة، إذ تجعل التفكير مركزاً. فالرئيس غير الكفؤ الذي يواجه أزمة مثل فيروس كورونا، لن يستطيع التصرف بغوغائية لإبعاده. ومع ذلك، فالحقل «الديمقراطي» معيب بشكل كبير الآن: فهو يضم أربعة متسابقين في السبعينيات من العمر، ورجلا عاقلا يبدو أصغر مما ينبغي، وشخصين كان يجب أن يتركا السباق قبل أسابيع. وينبغي أن يبرز واحد من هؤلاء في الوقت المناسب لإنقاذ الولايات المتحدة. وقريباً سنبدأ «الأيام العشرة» التي يمكن أن تغير العالم. وفيما يلي بعض الأمور التي ينبغي التحدث عنها الآن:
لقد أظهرت نتائج انتخابات «الثلاثاء الكبير» الذي يصوت فيه تقريباً ثلث «الديمقراطيين»، أنه يتعين على كل من آمي كلوبوشار وبيت بوتيجيج وتوم شتاير ومايك بلومبيرج، وكذلك اليزابيث وارين، الخروج فوراً من السباق، فأقصى ما يتمناه أي من هؤلاء المرشحين في الواقع هو أن يفوز اثنان منهم في ولاياتهما الأم. فوارين لم تُظهر أي ذكاء استراتيجي. نعم لقد استهانت بمايك بلومبيرج، الذي لا تستطيع ملياراته شراء كاتب نكات، وقد أثبت أنه رجل متعجرف إلى حد كبير. وفي مناظرة يوم الثلاثاء، استطاعت وارين التقليل من شأنه. واستغلت قدراتها الهائلة لاستفزاز شخص ليس له مندوبين على الإطلاق. لكن يبدو أنها تنقصها الشجاعة لتتحدى الشخص الوحيد الموجود في محيطها. وإما أن تكون لديها حجة قوية ضد بيرني ساندرز أو الخروج من السباق.
أما زميلتها في مجلس الشيوخ فلم تحقق نجاحا في ولاية مينيسوتا، لكنها قالت يوم الثلاثاء: «إذا أمضينا الأشهر الأربعة القادمة في تمزيق حزبنا، فسنشاهد ترامب للأربع سنوات أخرى وهو يمزق بلدنا».
أيتها السياسية، إليك هذه النصيحة: اذهبي الآن من أجل خير ثلثي «الديمقراطيين» الذين يتعين عليهم الإحماء من أجل انتخاب ساندرز. تستطيع كلوبوشار المحبوبة أن تكون نائب رئيس عظيمة. ووجودها على قسيمة الانتخاب يمثل طريقة جيدة للتأثير على الولايات الثلاث المتأرجحة التي يمكن أن تجعلها تفوز بهذا المنصب.
أما العمدة «بيت» فهو شخص ذكي وسريع الحركة، كما أنه رجل مؤمن ومبتكر.. لذلك يمكن منحه أربع سنوات وسيكون جاهزاً للعرض. ولن يفوز بوتيجيج بولاية واحدة وعليه أن يتخلى عن حلم 2020 قبل انتهاء مارس الجاري.
وبالنسبة للمرشحين من أصحاب المليارات، شتاير وبلومبيرج، فهما مرشحا الغرور اللذان يتعين عليهما النظر إلى مرآة الواقع. ويمكنهما إسداء معروف كبير للبلاد من خلال إنفاق مبالغ طائلة في الانتخابات العامة، ومساعدة أولئك الذين لم يروا بعد الصورة الحقيقية لترامب.
وإذا لم يغادر معظم المرشحين حلبة السباق الآن، فقد يفوز ساندرز بنسبة كبيرة من الأصوات، ولن يحصل أي مرشح آخر على مندوبين. لذا، فإن ثلثي الديمقراطيين يمكنهم التصويت لشخص غير ساندرز.
والآن، إلى المطاردة: بايدن مقابل ساندرز، لنعود من حيث بدأنا. لقد قال بايدن في محاولة لاختبار زميله: «لن أكون هادئا بعد اليوم». لكن لا يتعين عليه الصراخ ليثبت وجوده.
ويتجلى جمود ساندرز القطعي في تعامله مع أبنائه، فهو أصولي للغاية! وترامب هو الذي يجعل ساندرز قادراً على البقاء. لكن، في عصر من الفوضى هذا، لماذا لا نصوت لأيديولوجي حاد الطباع يعاني مرضاً في القلب ويرى العالم صراعاً طبقياً محتدماً.
يتعين عليك أن تكون حذراً عند القيام بتنبؤات سياسية في عصرنا المحفوف بالمخاطر والمفاجآت، لكن هناك تنبؤ يمكنني القيام به: إن أربع سنوات أخرى مع ترامب ستكون ثقيلة على الولايات المتحدة. انظر إلى ما فعله منذ التحقيق بشأن العزل: يتهم قضاة المحكمة العليا، ويحاول التدخل في سيادة القانون، ويطرد موظفي العموم الأكفاء من أجل الانتقام. فالرئيس الذي حاول خلق توقعات بحدوث إعصار بأثر رجعي، يريد منا الآن أن نثق بخططه لمواجهة كورونا. إن ما يشغله هو البقاء وليس الصحة العامة. لقد كان غاضباً بعد أن حذّر كبار علماء الأوبئة من أن الفيروس سينتشر قريباً داخل حدودنا.
تيموثي إيجان*
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»