يُتوقع أن ينسحب عملاق النفط العالمي بي. بي. (بريتش بتروليوم) من اتحادين صناعيين، على الأقل، بسبب سياسات المناخ. وذكر عدد من أعضاء الصناعة، الذين اشترطوا عدم ذكر أسمائهم، أن «بي. بي» ستنسحب من الاتحاد الأميركي لمصنعي الوقود والبتروكيماويات واتحاد الولايات الغربية للبترول. لكن يتوقع أن تحتفظ الشركة بعضويتها في معهد البترول الأميركي، رغم موقفه الصارم من تغير المناخ لسنوات.
وكان «برنارد لوني» الرئيس التنفيذي لشركة «بي. بي» أعلن يوم 12 فبراير، أن الشركة ستقلص انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى صفر بحلول عام 2050. وأضاف أن الشركة ستسعى إلى تغيير مواقفها من بعض الاتحادات الصناعية التي تنتمي إليها. ومضى يقول إنه إذا لم يفلح هذا، ستنسحب الشركة من هذه الاتحادات. وعملت بي. بي. في الماضي، عن كثب، مع الاتحادين الصناعيين. وكان للشركة موقف من اللجنة التنفيذية للاتحاد الأميركي لمصنعي الوقود والبتروكيماويات في السنوات الثلاث الماضية. لكن الشركة، باعتبارها عضواً في اتحاد الولايات الغربية للبترول، ضخت نحو 13 مليون دولار في حملة لصناعة النفط كلفت أكثر من 31 مليون دولار في عام 2018 لإسقاط مشروع قانون يفرض ضريبة أو «رسوماً» على الكربون في الولايات.
وعلى النقيض من هذا، دعمت الشركة الشهر الجاري تشريعاً في ولاية واشنطن، قد يعطي الولاية سلطة سن قوانين لتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وهذا يأتي في أعقاب قرار من المحكمة العليا في الولاية ينص على أن الولاية لا تمتلك مثل هذه السلطة. وبي. بي. ليس عملاق النفط الوحيد الذي يترك اتحاداً صناعياً. ففي أبريل الماضي، انسحبت شل من الاتحاد الأميركي لمصنعي الوقود والبتروكيماويات، قائلةً إنها في خلاف مع الاتحاد بشأن اتفاق باريس للمناخ وتسعير الكربون وحقوق استخراج النفط وتقليص انبعاثات الميثان. لكن بعض أعضاء الصناعة ينتقدون «بي. بي» لبقائها عضواً في معهد البترول الأميركي مع خروجها من اتحادات صناعية أقل أهمية. ويرى «ستيفن براون»، من شركة «آر. بي. جيه. استراتيجيز» لاستشارات الطاقة، أن كل هذا ليس إلا دعاية تتدثر بثوب الأخبار.
*صحفي يغطي القضايا المتعلقة بتغير المناخ.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»