استضافت الإمارات «منتدى المرأة العالمي» يومي 16 و17 فبراير الجاري تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي نظمته «مؤسسة دبي للمرأة»، وقد شارك في المؤتمر شخصيات سياسية وفكرية وإعلامية مؤثرة وكذلك رائدات أعمال لأكثر من 80 دولة، وكانت إيفانكا ترامب، مستشارة الرئيس الأميركي من بين المتحدثين الرئيسين.
لقد كان خطاب إيفانكا ترامب قوياً وملهماً، لكن الملفت أنها عندما تحدثت عن وضع المرأة الإماراتية لم يكن ذلك بمنظور الناصح أو المرشد بل كانت تتحدث عن القيادة والمرأة الإماراتية كشريك في تنمية المرأة في المنطقة. وخلال كلمتها في الافتتاح الرسمي للمنتدى، أشارت إيفانكا ترامب إلى الإمارات والولايات المتحدة باعتبارهما من بين الأعضاء المؤسسين ل«مبادرة تمويل رائدات الأعمال»، التي تمكنت بتحريك ما يقدر بنحو 2.6 مليار دولار على مستوى المنطقة، من خلال تمويل القطاعين الحكومي والخاص، للاستثمار في مشاريع أكثر من 100 ألف رائدة أعمال في الدول النامية.
كذلك عندما تحدثت إيفانكا عن وضع المرأة الأميركية لم تتحدث باستعلاء، بل ذكرت قبل بضعة عقود، كان لا يمكن للمرأة الحصول على قرض أو بطاقة ائتمان، من دون رجل، وفي الثمانينات كانت مشاركة المرأة في الوظائف القيادية الإدارية تشكل 25%فقط.
مكانة المرأة في المشاركة الاقتصادية تطورت عبر مراحل تدريجية في الولايات المتحدة حتى وصل العام الماضي إلى حصول النساء على 70% من الوظائف الجديدة. وأهم ما أشادت به «إيفانكا» في دور القيادة الإماراتية بتطوير المشاركة الاقتصادية للمرأة، أن القيادة وضعت استراتيجية وطنية تؤكد على ضرورة وجود المرأة كشريك أساسي في التنمية المستدامة. وعلى هذا الأساس، أزال القادة الإماراتيون الحواجز التي تحول دون انضمام النساء إلى قوة العمل.
كذلك ذكرت في خطابها عن نسبة النساء الخريجات من الجامعات في الإمارات التي وصلت إلى 70% وعن مشاركة النساء في إجمالي الدخل القومي. فهذه المعلومات شرحت بالتفصيل في كتاب سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، «المرأة والتنمية»، خاصة في الفصل الذي تحدث به عن المرأة والقوى في دول الخليج وعن التحديات الاجتماعية التي تعوق المرأة في سوق العمل.
كما هنأت إيفانكا خمس دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على إجراء إصلاحات مهمة لتفعيل مشاركة المرأة الاقتصادية العامين الماضيين وكانت أول هذه الدول السعودية وتغييرها للقوانين لزيادة حرية المرأة في الحركة والوصول إلى الخدمات المالية ومن ثم أشادت بالبحرين والأردن والمغرب وتونس.
وأهم الدروس المستفادة من خطاب إيفانكا ترامب أنه لابد من زيادة الفعاليات المشتركة بين الولايات المتحدة ودول المنطقة وخاصة دول الخليج لتعريف المجتمع الأميركي بالحقائق التنموية التي حققتها المرأة وهذا من شأنه أيضاً أن يزيد التعاون الاقتصادي خاصة بين رائدات الأعمال. وما تقوم به وسائل الإعلام الأميركية من تشويه للحقائق الموجودة خاصة في مجال تمكين المرأة اقتصادياً في دول الخليج يجعلنا نفكر بطرق أخرى لتوصيل الحقائق غير وسائل الإعلام التي أصبحت أغلبها مؤدلجة وحزبية.
د. نجاة السعيد*
*باحثة سعودية في الإعلام السياسي