يبدو أن «الحزب البيروفي»، الذي تهيمن عليه عائلة فوجيموري، سيفقد التأييد في انتخابات الكونجرس، مما يعزز قدرة الحكومة على تمرير إصلاحات اقتصادية وقضائية.
وأكد الفرز السريع لبطاقات التصويت، الذي أجرته شركة استطلاع الرأي «ايبسوس بيرو»، أن الكونجرس أحادي الغرفة سيتم تقسيمه بين نحو عشرة أحزاب، لا يحصل أي منها على أغلبية.
وجاء حزب «القوة الشعبية» المحافظ بزعامة «كيكو فوجيموري» في المركز السادس بنسبة 7%. وقال مركز ايبسوس إن هذه النتيجة بعيدة كل البعد عن النتيجة التي حصلت عليها حركة المعارضة التي أسسها والدها، الرئيس السابق الموصوم بالفساد «ألبرتو فوجيموري» في عام 2016، عندما فازت بنسبة 36% لتحصل على أغلبية في الكونجرس.
وتقدم «حزب العمل الشعبي» (الوسط) بنسبة 10%، بينما حصل حزب صغير هو «فريباب» الذي لم يكن له مقعد في الكونجرس لعقود، على نسبة تقترب من 9%.
وكان الرئيس «مارتن فيزكارا» قد حلّ المجلس التشريعي قبل أربعة أشهر، لينهي خلافاً طويل الأجل مع حزب فوجيموري بشأن الإصلاحات الرامية إلى مكافحة الكسب غير المشروع.
وقال «هيرمان تشابارو»، رئيس قسم الاقتراع بمعهد الدراسات البيروفية، إن جزءاً كبيراً من الناخبين الذين صوتوا لصالح فوجيموري في عام 2016 أصبحوا الآن مبعثرين بين حفنة من الأحزاب الأصغر، والتي تتقاسم بعض مواقف فوجيموري الاستبدادية والمحافظة والمناهضة للمؤسسة. وتشمل هذه الأحزاب حزب «نحن نستطيع يا بيرو»، الذي كان مرشحه الرئيسي وزير الداخلية السابق «دانييل أوريستي»، وحزب «يونيون بور إل بيرو» (الاتحاد من أجل بيرو)، وهو حزب قومي برئاسة «أنتورو هومالا»، وهو جنرال سابق في الجيش سُجن في عام 2009 بتهمة قتل أربعة من رجال الشرطة.
وقال تشابارو عبر الهاتف من العاصمة ليما: «هذه النتائج تعبّر عن هذا الشعور بالرفض تجاه الأحزاب التقليدية». واستطرد قائلاً: «كان النظام السابق معطلاً ولم يتبق لنا سوى بقايا».
وفي حين أن الكونجرس المتصدع يعقّد عملية بناء الإجماع، فمن المرجح أن يكون أكثر تأييداً لأجندة الحكومة الإصلاحية التي وضعها الكونجرس السابق.
وقال «أندريس كالديرون»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة «ديل باسيفيكو» في ليما، إن العديد من أحزاب الوسط ويمين الوسط، مثل «حزب العمل الشعبي»، سترغب في تقديم نفسها للناخبين على أنها متعاونة مع الحكومة في مجالات مثل الإصلاحات السياسية والقضائية. وأضاف عبر الهاتف: «هذا الانقسام مفيد لفيزكارا، بمعنى أنه لن يتمتع أي شخص في الكونجرس بالسلطة الكافية لمواجهته بفاعلية».
واندفع فيزكارا إلى الرئاسة عام 2018 بعد أن أصبح سلفه «بيدرو بابلو كوتشينيسكي» متورطاً في فضيحة الكسب غير المشروع على نطاق القارة، وهي الفضيحة التي تركزت حول شركة البناء البرازيلية «أودبريشت». وواجه المؤسسة في بيرو في الوقت الذي غمرت فيه تحقيقات الكسب غير المشروع السياسيين من جميع الأطياف. ودفعت مساعيه لتطهير القضاء والأحزاب السياسية المعارك مع الهيئة التشريعية التي تسيطر عليها المعارضة وانتهت بحل الكونغرس.
وقال مركز ايبسوس إن حزب «ابارا»، وهو حزب تقليدي كان ثابتاً في السياسة البيروفية منذ عقود، وذلك إلى حد كبير من خلال الرئيس السابق الراحل «آلان جارسيا»، لم يحصل على عدد كاف من الأصوات لتمثيله في الكونجرس.
وكانت «كيكو فوجيموري» قد سُجنت في عام 2018 لقيامها باستخدام أغلبيتها البرلمانية لعرقلة التحقيق في فضيحة غسيل السيارات، ثم تم الإفراج عنها بعد ذلك بثلاثة عشر شهراً. ومن المقرر أن تصدر المحكمة حكمها يوم الثلاثاء فيما إذا كانت ستعيدها إلى السجن، حيث إنها تنكر ارتكاب أي مخالفات.
ومن المقرر أن يعود البيروفيون إلى صناديق الاقتراع في شهر أبريل من عام 2021 لانتخاب رئيس جديد ومشرعين جدد. وقال فيزكارا إنه لن يسعى إلى إعادة انتخابه.

جون كيجلي*
*كاتب متخصص في شؤون أميركا اللاتينية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»