لعل القيم الاجتماعية التي يتصف بها المجتمع في الإمارات العربية المتحدة، من أهم ركائز رقيه وتميزه عن غيره، قلة قليلة هي من تتحدث بإسفاف أو باستخدام ألفاظ نابية أو تسعى إلى لجم الحديث مع الآخر باستخدام مفردات مسيئة بحقه، وهذا ما يكرس حواراً أحادياً لا يرقى إلى أن يكون متكافئاً.
وهذه القلة لا ينبغي أن تؤثر على صورة الإماراتيين وقواعدهم الأخلاقية الأصيلة في الحوار والتعامل. والمهم جداً الحرص على صورة أبناء الدولة في وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث تكون نموذجاً للشخصية الإماراتية المتسامحة والراقية.
فالألفاظ النابية والأسلوب غير اللائق في تفنيد الناس، واستخدام الأمثلة ذات البعد المسيء لم تصدر إلا من القلة القليلة التي تجد في المقابل هجوماً كاسحاً في الرد.
وإذا تطرقت الأحاديث في وسائل التواصل إلى الثوابت الدينية، فإنها أحياناً ما تكون ترهات يهدف صاحبها في المقام الأول إلى لفت الانتباه وإثارة الجدل غير المجد، ولا تحقق إلا غرضاً خبيثاً هو محاولة يائسة لإلصاق فكر غريب مرفوض.
نواصي الخير في هذا المجتمع كثيرة، والوعظ والنصح متأصلان في مجتمعنا، وكثيرون من هم قادرون على اجتراح التعاطي الإيجابي والهادي لأي موضوع يطرأ على الساحة. ولا يمكن القبول أبداً أن تكون هناك منابر مسيئة لهذه القيم والثوابت الاجتماعية، مهما كانت شخصية هذا المروّج أو وضعه الاجتماعي.
ليس من حق أيا كان أن يسيء للآخرين في أي دولة كانت. معاول الهدم التي يستخدمها البعض في تشويه صورة هذا المجتمع وإبراز صورة غير حقيقية عنه لا يمكن السكوت عنها.
المعارك الوهمية التي يخوضها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أنهم عديمي المسؤولية، فما هي المصلحة العامة من الدخول في صراعات جانبية مع شخصيات من بلدان أخرى، عُرف عنها حبها وتقديرها للدولة وشعبها؟
نحن أبعد وأصدق من كل هذا الغث الذي سيذهب جفاء كقاعدة واقعية تثبتها الأيام، والتجاهل التام هو العلاج الناجح لمثل هؤلاء.
*كاتبة إماراتية