انطلاقاً من تلمسها للأزمات والتحديات التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق، ودعماً لاستقرار الأفراد والأسر، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة توفير سُبل الاستقرار الاجتماعي والنفسي لشباب اليمن، ورعايتهم والعناية بهم وتيسير أمورهم، والالتفات إلى قضاياهم الإنسانية الفطرية والطبيعية، ونشر السعادة والإيجابية في نفوسهم، من خلال تحقيق تطلعاتهم في تأسيس حياة أُسَرية تمنحهم الشعور بالقدرة على مواجهة التحديات المعيشية، وهو ما يتجسد بتنظيم دولة الإمارات وعبر مؤسساتها المختصة للأعراس الجماعية لليمنيين بشكل دوري، بوصفها أحد أهم عوامل الاستقرار الأسري والاجتماعي والنفسي لهذه الفئة.
وجاء تنظيم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي العرس الجماعي الـ21 في اليمن، الذي استفاد منه 200 شاب وفتاة في مديرية المخا بالساحل الغربي مؤخراً، ضمن الأعراس الجماعية التي أمر بتنفيذها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وبمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، انطلاقاً من الرؤية الإنسانية في دعم استقرار الشباب وتعزيز النسيج الاجتماعي، وبما يجسّد نظرة دولة الإمارات وخططها الشاملة بتلبية احتياجات الساحة اليمنية من الدعم والمؤازرة والتضامن، وخاصة في ظل معاناة اليمنيين ظروفاً اقتصادية ضاغطة تسببت في عزوف الشباب عن الزواج.
إن هدف القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، تيسير سبل الزواج للشباب اليمنيين، ونشر وتعزيز قيم التكافل والتراحم بينهم، لا ينفصل عن سياسة الدولة الشاملة في تقديم كل أشكال الدعم والتضامن مع الشعب اليمني كله، من خلال المنح والمساعدات العينية والمالية، التي تذهب على شكل غذاء ودواء وتمويل للمشروعات التنموية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان، حرصاً منها على ضمان أمن اليمن واستقراره، وبما يضعه على طريق البناء والإعمار والتنمية والتطور؛ حيث يأتي هذا الدعم انطلاقاً من مجموعة مبادئ وأسس، أهمها: نصرة الحق والدفاع عنه، والتحرك لتخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق الذي يعاني تدهوراً في ظروفه المعيشية، وتبنّي رؤية شاملة تنطلق من الترابط بين ما هو إنساني وسياسي وأمني وعسكري واقتصادي وتنموي، لما فيه مصلحة دعم الأمن والاستقرار في اليمن.
كل هذه القيم والمبادئ الأخلاقية الراسخة، وضعت دولة الإمارات في مقدمة الدول الداعمة لليمن؛ حيث أكد تقرير صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي في شهر يوليو الماضي، أن الدولة قدمت 20.57 مليار درهم إماراتي، خلال الفترة منذ أبريل 2015 حتى يونيو 2019، واستفاد من إجمالي الدعم الإماراتي 17.2 مليون يمني يتوزَّعون على 12 محافظة، من بينهم 11.2 مليون طفل و3.3 مليون امرأة، كما تلقّى 11.4 مليون يمني العلاج الطبي، وتلقى 16.3 مليون مساعدات غذائية و1.8 مليون طفل وطفلة دعماً تربوياً وتعليمياً. كما تعدّى الدور الإنساني الذي تقدمه دولة الإمارات في اليمن، تقديم المساعدات إلى إعادة إعمار ما خلفته الحرب، وذلك ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة تستهدف الاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني، وإعادة تأهيل المؤسسات والمرافق التي دمرتها ميليشيا «الحوثي» الإرهابية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه.
لطالما مدت دولة الإمارات يد العون والمساعدة لكل الشعوب المقهورة والمنكوبة في العالم، وخاصة اليمن الشقيق، وذلك لإحساسها البالغ بمحيطها العربي والخليجي، واضعة على عاتقها تقديم المساعدة والاستمرار فيها إلى ما شاء الله، كاستجابة لحاجات هذا البلد الطيب الإنسانية، حتى تنتهي معاناة أهله ويتمكنوا من تجاوز أزماتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، عن طريق مشاركة مختلف مؤسسات الدولة الخيرية، كهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وغيرها من المؤسسات والجمعيات الإنسانية.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.