بينما كانت السماء تتحول إلى الظلام والضبابُ الكثيف يخنق الهواء، أدت حرائق الغابات إلى غلق بلدة ساحلية صغيرة في جنوب شرق أستراليا. لم يكن أمام «تشاد ستابلز» والعاملين في حديقة «موجو للحياة البرية» خيارات، فحديقة الحيوان المحلية، وهي موطن أكبر مجموعة خاصة من الحيوانات الغريبة في البلاد، أصبحت أشبه بالخطوط الأمامية المشتعلة في معركة نهاية العالم.
ومع أوامر الإخلاء المعمول بها وألسنة اللهب التي تحرق كل شيء في طريقها، ظل عمال الحديقة في مكانهم، يحاولون اصطحاب الأسود وبقية الحيوانات إلى أماكن آمنة. ولكن كانت هناك حيوانات –منها الباندا الأحمر والقرود والنمور– لا تزال بحاجة إلى مكان للنجاة من الحرائق التي تجتاح ولايات فيكتوريا ونيو ساوث ويلز. لذا فقد أخذ العاملون بعض هذه الحيوانات معهم إلى المنازل، وحولوا بيوتهم إلى مخيمات لهذه الحيوانات البرية. وبحلول صباح الأربعاء، كانت جميع الحيوانات (البالغ عددها 200 حيوان) آمنة.
وقال ستابلز، مدير الحديقة، وهو يصف مشهداً يشبه سفينة نوح: «توجد حالياً في منزلي حيوانات من كل الأنواع في مختلف الغرف، حتى تكون آمنة ومحمية». وأضاف: «لم يصب أي حيوان بأذى».
ويحتفظ موظف آخر بنمر في فناء منزله الخلفي، كما ذكرت المتحدثة باسم شركة «فيذردايل وايلدلايف»، التي تمتلك حديقة حيوانات «موجو». وقالت الشركة في تغريدة: «لقد بُذل جهد مذهل من قبل فريق رائع من الحراس المتحمسين اليوم. وكل حيوان أصبح آمناً ويلقى رعاية رائعة».
أما الحيوانات الأكبر في الحديقة –مثل الزراف والحمر الوحشية ووحيد القرن– فلم يكن بالإمكان نقلها. وبدلا من ذلك، قام العاملون في الحديقة بحمايتها في أماكنها وشرعوا في الدفاع بشجاعة عن الحديقة.
وقال ستابلز لصحيفة «إيلاوارا ميركوري» إن موظفيه أمضوا الأسبوع الماضي في التخطيط للأسوأ، وقد رشُّوا العشب وحظائر الحيوانات لمنع الحريق من الانتشار. كما توافد المتطوعون لمساعدة حراس الحيوانات للحيلولة دون وصول الحرائق إلى الحديقة.
ريس ثيبولت
صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»