القيادات هي التي تؤثر في المكان والزمان، وتترك بصماتها، وتوجِد البيئة المناسبة للعمل الجاد خدمةً للإنسانية دون تمييز، وقد تحققت هذه الصورة الإنسانية في شخص سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وقد استلهمها من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليضفي من خلالها على هيئة هلال الأحمر الإماراتي مسحة إنسانية، ما دفع الهيئة للعمل والمثابرة كي تتبوأ الصفوف المتقدمة لهيئات الهلال الأحمر الدولية، ما جعلها كذلك قادرةً على التدخل الإنساني السريع، حيث قدمت في ذلك السبيل شهداء من شبابها، كما حدث في أفغانستان على سبيل المثال.
هيئة الهلال الأحمر تؤدي دور «الدبلوماسية الإنسانية»، وهي تمثل منظومة قيمية تُضاف إلى «القوة الناعمة» لدولة الإمارات العربية المتحدة. ولدى مقاربتنا لبيئة الهلال الأحمر، نستطيع تشبيهها بمدرسة تعليم «القيم الإنسانية»، فيما يمثل الهلال الأحمر الذراع الإنسانية لدولة الإمارات. وفي عام 1997 تعزز دور الهيئة بقبول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لمنصب الرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي. وفي عام 2001 تم اختيار هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كثاني أفضل هيئة إنسانية على مستوى قارة آسيا، خاصة مع ما تولِيه الهيئةُ لكفالة اليتيم التي تمثل حصة كبيرة من أشغالها.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن قيم التكافل مترسخة في مجتمعنا، وقال سموه في تدوينة عبر حساب أخبار سموه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «قيم التكافل متجذرة في مجتمعنا.. تعززت بفضل جهود أبناء الإمارات إلى مبادرات وبرامج ومؤسسات فاعلة تفيض بالخير والعطاء على المجتمع.. وبمناسبة اليوم العالمي للتطوع نجدد دعمنا للجهود التي تجسد وحدة المصير الإنساني، وتسهم في تحقيق التنمية والسلام في المجتمعات المختلفة حول العالم».
وبمناسبة يوم التطوع العالمي، الذي يصادف الخامس من ديسمبر الجاري، أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، في تصريح لسموه، أن التطوع يعتبر روح العمل الإنساني، وأحد العوامل المهمة في تعزيز مجالاته وترسيخ مبادئه وقيمه بين البشر، مضيفاً سموه: أن العمل التطوعي واجب ديني ووطني والتزام أخلاقي تجاه الإنسانية في أي مكان وزمان، كما أن مفهوم التطوع يحمل مضامين وقيماً أخلاقية عظيمة ومنهجاً تربوياً تتكاتف فيه جهود المتطوعين وتعاونهم مع كافة فئات المجتمع في حالة السلم وحين وقوع الكوارث والأزمات.
ويشكل العمل التطوعي رافداً أساسياً من روافد تنمية المجتمع في الإمارات والنهوض بمكانته، فوجود منظومة قوية من المؤسسات المتخصصة تعمل بنجاح في شتى مجالات العمل التطوعي، وفي طليعتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الذي يعَد أحد أبرز أوجه التكافل والتلاحم، الذي يتمتع به أبناء الإمارات.
ويركز الهلال الأحمر الإماراتي، في الشأن المحلي، على مساعدة أصحاب الهمم والأرامل، وعلى كفالة الأيتام والأسر المتعففة ومساعدة أسر السجناء والمرضى وطلاب العلم المعوزين، كما يركز خارجياً على دعم وإغاثة المنكوبين جراء الكوارث الطبيعية والنزاعات والحروب من خلال تقديم الإغاثات العاجلة ثم إقامة مشروعات البنى التحتية في المناطق المنكوبة.
الهلال الأحمر الإماراتي هو الجمعية الوحيدة بين جمعيات الهلال والصليب الأحمرين في العالم التي لديها برنامج لكفالة الأيتام مستمر منذ عام 1986. وهي تتكفل اليوم بما يزيد على 104 آلاف يتيم موزعين على 28 دوله حول العالم، وقد وصلت تكلفة رعايتهم أكثر من مليار ومائتي مليون درهم.

*سفير سابق