في اليوم الوطني الـ48 تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بخطوات ثابتة نحو آفاق بعيدة وواسعة وعميقة ورؤية طموحة قادت البلاد إلى إنجازات واسعة، حيث استطاع المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يضع الأسس القوية لمواصلة هذه الإنجازات وتعميقها والذهاب بها إلى آفاق أوسع وأبعد. فهذا اليوم يمثل نقطة فاصلة في تاريخنا المعاصر، وهو أحد صور التفاعل الاجتماعي الذي يتم من خلاله استرجاع الذكريات التي مرت علينا منذ قيام الاتحاد، كما أنه فرصة لتجديد مجالات التفوق العديدة وللتعبير عن الولاء والانتماء لهذه الدولة ولقيادتها الرشيدة.
إنه الاتحاد الذي ولد في المكان والزمان ضمن ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لم تكن مواتية كلها، لاسيما تلك الظروف المحيطة بالمنطقة ككل، فكان نقلةً نوعية في إطار الفكر السياسي والواقع الاقتصادي والثقافي السائد في حينه، حيث امتزج الذكاء الفطري بالحكمة السياسية وبُعد النظر بوضوح الأهداف وفن الإدارة بجرأة القرار.
إن أهم ما يميز المرحلة الحالية من تاريخنا الوطني، هو كونها تنطلق من رؤية قيادة حكيمة وفلسفة إنسانية بعيدة النظر يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والذي يؤكد من خلال رؤيته الحكيمة إيمانه القوي والمطلق بضرورة تدعيم الكيان الاتحادي وتحقيق أهدافه وتعزيز تقدمه لتوفير مزيد من الرخاء والسعادة لأبناء مجتمع الإمارات.
وقد عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن ذلك التوجه عندما قال: «إن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات تعكس الرؤية التكاملية التي أقام الآباء المؤسسون على أركانها دولة الاتحاد، بما توفره من منصة جامعة لأعضاء فريق حكومة الإمارات، بمستوييها الاتحادي والمحلي، لصناعة مستقبل الإمارات بتوجهات واضحة وموحدة هادفة لتحقيق محاور مئوية الإمارات 2071 والوصول للمركز الأول». ثم تابع سموه قائلاً: «هدفنا مستقبل أفضل لمواطنينا الذين يمثلون محور عملنا».
وقد عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، عن ذلك المعنى أيضاً حيث قال: «إن أحد مقومات نجاح دولة الإمارات ارتكز على الإيمان الراسخ بمحورية العمل المشترك الذي تتكامل فيه الجهود وتتجسد فيه روح الفريق، لذلك فالمعنى المهم الذي ينبغي أن نخرج به من هذا الاحتفال ضرورة مواصلتنا السير جميعاً أفراداً ومؤسسات على طريق مسيرة الاتحاد الذي حقق لهذه الدولة مكانتها المتقدمة، وأن نعمل جميعاً وبقوة على تدعيم مسيرة الاتحاد وحركة التنمية فيه وعلى تقوية العمل في مؤسساته، وأن نحافظ على صيانة وحدته ومكتسباته الوطنية وأن نتصدى بقوة لكل العوائق والسلبيات أو المشكلات التي تعترض مسيرة الاتحاد».