قدمت القوى العراقية التي تنفذ في الآونة الأخيرة، عمليات عسكرية ضد الوجود الأميركي في بلادها نموذجاً نادراً في مجال المقاومة، من خلال استمرار عملياتها النوعية ضد الاحتلال الأميركي لتصل إلى خمسة وثلاثين عملية يومياً· وبالطبع فإن هذا العدد القياسي من العمليات يشير إلى وجود تنظيم قوي ومتين يوجه المقاومة العراقية، إضافة إلى امتلاكها للتمويل اللوجستي والمادي الذي يكفيها لمدة طويلة، فضلاً عن قدرتها على العمل السري وهو ما يزيد من عمرها في مواجهة الاحتلال· وقد استطاعت المقاومة العراقية من خلال عملياتها المكثفة إجبار جيش الاحتلال الأميركي على العيش ضمن دائرة الخوف، إضافة إلى إدخالها إدارة بوش ضمن أزمة داخلية معقدة للغاية·
ولكن على رغم النجاح الذي حققته المقاومة العراقية في فترتها القصيرة، فإنها ما زالت تعاني من عدم وضوح استراتيجيات العمل والأهداف، إضافة إلى افتقادها التكامل مع الشعب مما يمكن أن يعرضها لمخاطر الضعف والتفكك·
ويمكننا أن نتفهم في الوقت الراهن طبيعة الظرف السياسي والعسكري الذي تعيشه المقاومة العراقية، وخاصة أنها مستهدفة أينما اتجهت، وأن الساحة العراقية حالياً أصبحت تزخر باتجاهات مختلفة تحتاج إلى إطار يضمها جميعاً في مواجهة الاحتلال الأميركي وسياساته، وبدون هذا الإطار يمكن أن تحدث حالة من الانفلات التنظيمي المستمر، وهو ما سيؤثر على عمل المقاومة مستقبلاً·
غسان خروب ــ أبوظبي