انطلاقاً من حرص دولة الإمارات العربية المتحدة، على تحقيق الأمن الصحي، ومكافحة الأمراض السارية والمعدية، فإنها تواصل الخطى في اعتماد برامج ومبادرات تصل بالجميع إلى عالم خالٍ من الأوبئة، حيث تبذل جهوداً مخلصة في تقديم المنح المالية والعينية للمؤسسات الدولية، كمنظمتي «الصحة العالمية» و«اليونيسيف»، وصلت قيمتها إلى 167.8 مليون دولار لمكافحة شلل الأطفال منذ عام 2011، إضافة إلى إسهاماتها الأخرى في دعم قطاع الصحة في الدول الفقيرة، مثل باكستان وأفغانستان، وغيرهما.
وجاء حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، جانباً من منتدى «بلوغ الميل الأخير»، الذي عقد في متحف اللوفر بأبوظبي، أول من أمس الثلاثاء، وتكريم الفائزين بجائزة محمد بن زايد للصحة العالمية «ريتش 2019» في دورتها الثانية، وهي التي تمنح لمن قدم إسهامات بارزة، وبذل جهوداً استثنائية في القضاء على الأمراض المعدية من الأفراد، تأكيداً واضحاً على اهتمام دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، بدعم كل من يسهم في تحقيق أولويات الصحة، والقضاء على الأمراض، حيث قال سموه، في إشادة بدور العاملين على الخطوط الأمامية، ممن يشكلون مصدر الرعاية الصحية الوحيد بالنسبة إلى مليار نسمة: «إن عزمهم وإصرارهم على مواصلة العمل برغم الصعوبات والعراقيل الماثلة ينير الدرب ويضمن الحياة الصحية والكريمة لأكثر شعوب العالم فقراً وضعفاً»، مشيداً بدور المبتكرين في تطوير الرعاية الصحية المقدمة، وإيصال العلاجات لمن هم في أمس الحاجة إليها.
وفي مبادرة، تعدّ الأحدث في دعم القيادة الرشيدة لصحة السكان في الدول المحتاجة في العالم، تم يوم الاثنين الماضي، «الإعلان المشترك بشأن الصحة العالمية»، بين دولة الإمارات ودولة الفاتيكان، حيث ينص الإعلان على تعاون الجانبين لتحسين صحة المجتمعات، ودعم المبادرات الدولية والمشتركة، بهدف إطلاق برامج صحية لمساعدة السكان في مختلف الدول، وخاصة مكافحة الأمراض المدارية المهملة، التي تهدد أكثر من 1.5 مليار نسمة في جميع أنحاء العالم، انطلاقاً من أن «الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض وعلاجها سبيل لانتشال الشعوب من الفقر وتحقيق أهداف التنمية العالمية»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله».
لقد جاء «الإعلان المشترك بشأن الصحة العالمية»، لتسليط الضوء على صندوق «بلوغ الميل الأخير»، الذي أنشأه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان«حفظه الله»، في عام 2017، لمكافحة اثنين من الأمراض المدارية المهملة، هما: العمى النهري والفيلاريات اللمفاوي، ولمناشدة المجتمع الدولي للتعاون من أجل مواجهة الأمراض، التي يمكن اليوم رصدها لدى أكثر الفئات السكانية ضعفاً وتهميشاً، والوقاية منها والقضاء عليها، حيث شهد منتدى «بلوغ الميل الأخير»، إعلان حزمة مبادرات ومساهمات جديدة، هدفها القضاء على الأمراض المدارية المهملة، علاوةً على دعوة دولة الإمارات الأوساط الصحية العالمية، لتعزيز جهودها في مكافحة هذه الأمراض.
هذه الجهود الخيّرة، التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان«حفظه الله»، في مجال دعم الرعاية الصحية للمعوزين والمحتاجين حول العالم، ليست الأولى من نوعها، فسموّه صاحب أيادٍ بيض في هذا المجال، وخاصة مبادراته في مكافحة شلل الأطفال على المستوى العالمي، إذ أفاد التقرير الأخير لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان«حفظه الله»، لاستئصال شلل الأطفال في العالم، أنه ومنذ عام 2011، تبرّع سموه لدعم جهود الصحة العالمية، بمبلغ وصل إلى 310 ملايين دولار، خصص منها 167.8 مليون دولار لدعم جهود استئصال مرض شلل الأطفال، وتقديم مساعدات غذائية، وبناء محطات معالجة المياه، وقيادة مشروعات البنية التحتية، لربط المجتمعات بالخدمات والأسواق الأساسية، تعزيزاً لتنمية سلامة وصحة الأطفال.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.