منذ أن أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، نظام الإقامة الدائمة للمستثمرين والكفاءات الاستثنائية في مجالات الطب والهندسة والعلوم وغيرها، تم اتخاذ العديد من الإجراءات، وسنّ مجموعة من القوانين التي تحقق هذا القرار، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في مايو الماضي، نظام الإقامة الدائمة «البطاقة الذهبية»، مؤكداً أن الدفعة الأولى من مستحقي الإقامة الدائمة «البطاقة الذهبية» يبلغ عددهم 6800 مستثمر من أكثر من 70 دولة، يبلغ إجمالي استثماراتهم 100 مليار درهم، قائلاً سموه: إنه «سيتم منح الإقامة الدائمة (البطاقة الذهبية) للمتميزين وللمواهب الاستثنائية، ولكل من يساهم بإيجابية في قصة نجاح دولة الإمارات.. نريدهم شركاء دائمين معنا في مسيرتنا.. وجميع المقيمين في دولة الإمارات هم إخوة لنا، وجزء من أسرتنا الكبيرة في دولة الإمارات».
إطلاق مجموعة من أنظمة الإقامة طويلة الأمد على أراضي دولة الإمارات، والهادفة إلى استقطاب الكفاءات، ودعم القدرات العلمية والفنية وتشجيع الاستثمار، ومنح فرص إقامة مريحة للجميع، تكلل أخيراً بمنح «الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية» الإقامةَ الذهبية الدائمة لنخبة من العلماء والمتخصصين في العلوم المختلفة، وذلك في إطار تأكيد مكانة الدولة كحاضنة للمبدعين والمواهب وأصحاب العقول، حيث جاء ذلك خلال لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»، بالعلماء وعائلاتهم، أمس الأول، في قصر الوطن بأبوظبي، حيث أكد سموه أن «الإمارات قدمت حتى اليوم أكثر من 2500 إقامة ذهبية دائمة لأصحاب الكفاءات الاستثنائية.. ولا تزال وجهة الكثيرين ممن ينشدون تحقيق النجاحات والأحلام.. تجتذب العقول والمفكرين والعلماء ليكونوا جزءاً من قصة نجاحها وتميزها.. هم شركاء وداعمون في التنمية وإثراء معارف البشرية».
هذه العبارات تختصر حجم ونوعية اهتمام دولة الإمارات، باستقطاب أصحاب العقول والمواهب والمبدعين، انطلاقاً من أهميتهم في رفد الدولة بطاقات وإبداعات، تسهم في تعزيز مسيرتها في النمو، وتحقق المستهدفات الخاصة بالتحول إلى عصر الاقتصاد المعرفي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة، وهو ما يشير إليه الثناء الذي قدّمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»، على جهود العلماء في خدمة العلم، وما يقدمونه من إرث وعلوم تسهم في خدمة الإنسانية، عبر إنجازاتهم العلمية والمعرفية التي حققوها، قائلاً سموه: «نريد للعلماء والباحثين وكل متخصص في مجاله العلمي فرصة صناعة المستقبل.. وتطوير حلول لاحتياجات التنمية مستقبلاً»، مضيفاً: أن «العلماء والمفكرين شركاؤنا في تعزيز المعرفة وبناء الأجيال. نراهن عليهم في صنع قاعدة علمية ومعرفية، وتعزيز قدراتنا البحثية الوطنية.. تقديرهم هو تقدير لمستقبل دولتنا».
إن منح دولة الإمارات، مؤخراً، الإقامة الذهبية لعدد من العلماء، ووصول المستفيدين من الإقامة الدائمة إلى أكثر من 2500 كفاءة استثنائية إلى الآن، يعكس توجه الدولة الحثيث في تحفيز هذه المجموعة الفاعلة والمؤثرة في صناعة المستقبل، الذي يلبي للأجيال طموحاتها القائمة على التميز والريادة، وتسخير الأبحاث والعلوم في تحقيق التنمية الشاملة للقطاعات الحيوية، وترسيخ مكانة دولة الإمارات في مؤشرات التنافسية العالمية، وتحويلها إلى وجهة مفضلة للعلم والعلماء والباحثين، الذين ينعمون بإقامة مستقرة وآمنة ومستدامة، إضافة إلى ما ستحققه هذه الإقامات من تأثير في حياة الشعوب والدول، من خلال تعزيز مسيرة الإنجازات، التي تمثل بصمات في نسيج المجتمع الدولي كله، لتثبت دولة الإمارات أنها صاحبة البصمات الفريدة، التي أثبتت حضورها كأرض لصناعة الأحلام وتحقيق الفرص، وبأنها الدولة التي تحتضن العلم والعلماء، وتعزز من مكانتهم على الصعد الاقتصادية والإنسانية والثقافية والمعرفية كافة، في الدولة وفي كل مكان.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.