أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها عام 1971، أن البشر هم الثروة الحقيقية لأي دولة، وكان للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الكثير من المقولات التي تجسد هذه الحقيقة، ومنها قوله: «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال، وليس المال والنفط.. ولا فائدة في المال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب». ومن هذا المنطلق، كان يؤمن بأن الاستثمار في بناء الإنسان هو الأساس في بناء الأوطان، فحرص على الاستثمار في المواطن، وشجعه على التعلم والعمل ووفر كل ما يحتاج إليه لتحسين ظروفه. وجاء دستور الدولة ليؤكد المكانة السامية للإنسان وحقوقه، فاشتمل على أكثر من 20 مادة تنص على الحريات الشخصية للإنسان، والحريات الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين والمواطنات.
وقد سارت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على نهج مؤسسها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الإيمان بقيمة الإنسان، وضرورة توفير كل الفرص للنهوض به وتمكينه، وفي هذا السياق، نشير إلى مقوله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: «إن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده، كما أن مصلحة الوطن هي الهدف الذي نعمل من أجله ليل نهار». ويعكس إيمان القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بقيمة الإنسان نفسه في المبادرات المتتالية التي يتم اتخاذها لتطوير الثروة البشرية.
وفي هذا السياق، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج خبراء الإمارات الذي يهدف إلى إعداد قاعدة متنوعة من الكوادر الوطنية الاستشارية التي تسهم في دفع التنمية ورسم مستقبل مختلف القطاعات في الدولة. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لدينا كفاءات وطاقات وطنية نعول عليها في المرحلة القادمة لاستكمال مسيرة الإنجازات.. الإمارات اليوم بأبنائها أقوى وأكثر تجدداً وتفاؤلاً بالمستقبل». وأضاف سموه: «خبرات الإمارات السابقة برجالها ونسائها صنعت أساسها وبنيانها.. واليوم لدينا جيل جديد مبادر ومبدع.. هم قدوة لإخوانهم في مختلف المجالات». كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، «إن العنصر البشري في دولة الإمارات يمثل ثروتنا الحقيقية، ولذلك نستثمر في بناء الكوادر البشرية القادرة على قيادة التنمية والتعامل مع معطيات المستقبل». وأشار سموه إلى أن الإمارات تعتمد في تحقيق طموحاتها التنموية على النوعية وتعزيز الخبرات في مختلف التخصصات، لأن هذا ما تحتاج إليه لتحقيق التقدم، وهذا هو النهج المتبع في الدول المتقدمة في العالم، مؤكداً أن قوة الدول وتقدمها وثروتها، أصبحت تقاس بما لديها من خبرات نوعية، وما تنتجه من أفكار واختراعات.
وفي الواقع، فإن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بتطوير مواردها البشرية يعكس الأولوية الخاصة لهذه الموارد، باعتبارها الركيزة الأساسية للحاضر والمستقبل، فضلاً عن أن مستجدات سوق العمل محلياً وعالمياً تفرض ضرورة تحديث الاستراتيجيات المتعلقة بتطوير الكوادر البشرية، ووضع البرامج والمبادرات التي تتناسب مع المستجدات في هذا المجال، وتبني أفضل الحلول. ومن هذا المنطلق، استضافت دولة الإمارات خلال الفترة 4 - 6 نوفمبر الجاري، قمة ومعرض الموارد البشرية 2019، إحدى كبرى الفعاليات لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات بين المتخصصين في الموارد البشرية، وهي التي سلطت الضوء في دورتها الـ 16 على موضوعات الرقمنة والتكنولوجيا وحلول الارتقاء بمستوى مكان العمل.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية