«لا تتأثروا من الأوضاع ما دام البيت متوحد، نحن بخير بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، نحن بخير بسندنا وإخواننا وعوننا وذخرنا أبناء هذه البلاد الغالية»، تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تُثبت بلا ريب مدى قوة ورسوخ البيت الإماراتي بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والذي تم انتخابه رئيساً للمجلس الأعلى للاتحاد لولاية رابعة مدتها خمس سنوات وفقا لأحكام دستور دولة الإمارات العربية المتحدة. ولقد شهدت الإمارات في السنوات القليلة الماضية وخلال عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إطلاق عدة استراتيجيات تهدف في مجملها لتطوير الدولة ورسم طريق التنمية أمام المواطن حاليا وللأجيال القادمة.
وقد كانت البداية مع إطلاق صاحب السمو رئيس الدولة في العام 2004 الخطة الاستراتيجية لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وذلك بهدف ضمان الرخاء للمواطنين، وتحقيق قواعد سياسة التنوع الاقتصادي في الدولة عبر تطوير شتى القطاعات الإنتاجية وإطلاق المشاريع التنموية. أضف إلى ذلك إعلان سموه مبادرة تطوير السلطة التشريعية، من خلال تعديل آلية اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بشكل يجمع بين الانتخاب والتعيين، مما يتيح اختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات مباشرة، ثم مؤخراً إعلان سموه تعزيز حضور المرأة برلمانياً بتخصيص نصف مقاعد المجلس لها.
أضف إلى ذلك نجاح الحكومة في وضع وتبني استراتيجية متفردة على المستوى العالمي لاستشراف المستقبل لمرحلة ما بعد النفط، من خلال إرساء اقتصاد معرفي مستدام للأجيال المقبلة، وفقاً لأهداف رؤية الإمارات2021 بجانب استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي تعتبر أول خطة موحدة للطاقة في الدولة توازن بين جانبي الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية، وتضمن بيئة اقتصادية مريحة للنمو. كما تم الإعلان عن استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة التي تهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية. وهناك أيضاً استراتيجيات الإمارات للذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء والابتكار.
وإذا كانت جميع تلك الاستراتيجيات تركز على إنسان الإمارات وعلى الكرة الأرضية، فقد قامت قيادة الدولة أيضاً باستهداف الفضاء من خلال الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء حيث يُشكل الفضاء أحد القطاعات السبعة ذات الأولوية من ناحية الابتكار. كما يجب التذكير بالإنجازات السنوية المتتالية للحكومة في تقارير التنافسية العالمية، والتي تحتل الدولة من خلالها أعلى المراتب في العديد من المجالات، إضافة إلى الإنجاز الدبلوماسي التاريخي المتمثل في حصد جواز السفر الإماراتي المركز الأول عالمياً، ليصبح الأقوى في العالم بجدارة.
وبالرغم من أهمية كافة تلك الإنجازات التاريخية لمواطن الإمارات فإن الإنجاز الأكبر والأقوى سيظل تحقيق «الأمن والأمان» في كافة ربوع الإمارات للمواطن والمقيم وهي النعمة التي يغبطنا عليها القاصي والداني، والتي هي امتداد للمنجزات التي تحققت منذ قيام دولة الاتحاد على أيدي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي قال عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة:
«إن ما وصلت إليه بلادنا من مكانة ورفعة وعزة، وما تنعم به من طمأنينة ورخاء، هو ثمرة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب، قادها فقيدنا الكبير بحكمة وحلم وصبر، إذ سخّر كل ثروات البلاد، ونذر حياته لبناء الوطن وتقدّمه، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، حتى أصبحنا على ما نحن عليه اليوم».
*باحث إماراتي