اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بقضايا تنمية الشعوب، لا يقتصر فقط على تحسين مستوياتهم المعيشية، إنما يركز كذلك على تطوير معارف ومهارات الأفراد، وصقل مواهبهم على اختلافها، خاصة فئة الشباب الذين تعلق عليهم الآمال لكونهم الثروة التي تبني الأوطان وتصنع لها حاضراً مشرقاً ومستقبلاً مستداماً يفاخرون به الأمم في شتى المجالات. ويشهد «تحدي القراءة العربي» في دورته الرابعة لهذا العام مشاركة غير مسبوقة من المدارس العربية، وصل عددها الإجمالي إلى 67 ألف مدرسة، دخلت في مراحلها الأولى للمنافسة على لقب المدرسة المتميزة، حيث تنال المدرسة الفائزة جائزة نقدية قيمتها مليون درهم إماراتي، كانت قد قدمت مبادرات وأفكاراً خلاقة تشجع طلبتها على القراءة، وتحث أولياء أمورهم والمجتمع المحلي على التفاعل بإيجابية مع هذا التحدي العربي الضخم.
ولأن الهدف الأسمى من تنظيم «تحدي القراءة العربي» يكمن في نشر المعرفة وحب القراءة بين الطلبة، من خلال تدريبهم على اختيار الموضوعات التي يقرؤونها لتطوير وصقل مهاراتهم المعرفية، وبما يضمن تحويل القراءة إلى عادة يقبل عليها الشباب في كل مكان، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي احتفاء دبي بـ 13.5 مليون طالب عربي في تحدي القراءة العربي، قائلاً سموه: «13.5 مليون طالب في تحدي القراءة العربي.. 13.5 مليون رائد معرفة وفكر.. نحن أقوياء بشباب عربي قارئ يؤمن بقوة الحرف والكتاب.. شباب عربي يبدأ حياته ومستقبله بكلمة اقرأ»، ما يؤكد الاهتمام في إعداد جيل متسلح بالعلم والمعرفة الثقافة، يصنع الفارق الإيجابي في حياته وحياة الآخرين عبر مهارات علمية تستشرف الحاضر والمستقبل.
وبهذه المناسبة التي سيتم فيها إعلان بطل القراءة العربي في الـ 13 من نوفمبر الجاري، قال معالي محمد عبدالله القرقاوي، الأمين العام لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: إن تحدي القراءة العربي: «رسخ في موسمه الرابع مكانته كمبادرة نوعية ارتقت بوعي النشء، خالقاً حراكاً معرفياً هو الأكبر على مستوى المؤسسات التربوية والمجتمعية في الوطن العربي»، مضيفاً معاليه أن هذا التحدي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات، من خلال ما تعكسه مشاريع المؤسسة في نشر التعليم والمعرفة التي استفاد من مبادراتها أكثر من 41 مليون شخص حول العالم في العام الماضي.
إن مشاركة ما يزيد على 15 ألف مدرسة خلال هذه الدورة، عن الدورة الثالثة من التحدي تؤكد اكتساب هذه المبادرة زخماً متزايداً وصدى أوسع على المستوى العربي عاماً بعد عام، وذلك بعد أن تم تنظيم المسابقة وفق المعايير المطلوبة، وتوسيع نطاق فوائدها لتشمل المزيد من المشاركين من الطلبة، انطلاقاً من قاعدة أساسية تقوم على تنمية الوعي بواقع القراءة العربي، وإثراء وتطوير قيم وممارسات الحوار البناء والتفكير المنفتح، وتكوين جيل من المتميزين والمبدعين، الذين يُعرف عنهم مثابرتهم ونهمهم للقراءة والمعرفة وحبّهم للتعلم والثقافة. لقد أثبتت مبادرة «تحدي القراءة العربي»، وخلال مدة وجيزة، قدرتها على لعب أدوار مؤثرة في خلق حراك ثقافي ومعرفي عربي، أيقظ روح المنافسة الإيجابية بين النشء والشباب، الذين يزخرون بالمواهب ويسعون للمزيد من اكتساب المعارف، الأمر الذي يزيد من تحفيز روح المنافسة النبيلة والحضارية لديهم، لكي يقدموا أفضل ما عندهم من مهارات معرفية وثقافية وخطابية، يظهرون من خلالها إمكاناتهم المتميزة في التعبير عن أفكارهم بلغة سليمة وجذابة، تؤكد شغفهم بالقراءة التي أسهمت في بناء وعي معرفي ممتع ومفيد، يعزز من الثقافة العامة، ويطور آليات الاستيعاب عندهم، وينمّي مهارات التعلم الذاتي والتفكير الناقد والإبداعي لديهم.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.