أملاً في الاستعداد لما يعتبره الكثيرون ثورة قادمة في الأسلحة التي يدعمها الذكاء الاصطناعي –وإقناع جمهور متشكك بأنه يستطيع تطبيق مثل هذه الابتكارات بطريقة مسؤولة –يتخذ الجيش الأميركي خطوات مبكرة لتحديد الحدود الأخلاقية لكيفية استخدامه لهذه الأنظمة.
ويوم الخميس، نشرت منظمة استشارية تابعة للبنتاجون وتسمى «مجلس الابتكار في الدفاع» مجموعة من المبادئ الأخلاقية حول كيفية تصميم الوكالات العسكرية لأسلحة يدعمها الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في ساحة المعركة. توصيات المجلس ليست ملزمة قانوناً بأي حال من الأحوال. وقال الجنرال «جاك شاناهان»، مدير مركز الذكاء الاصطناعي المشترك بوزارة الدفاع، إنه يأمل أن تحدد التوصيات معيار الاستخدام المسؤول والأخلاقي لمثل هذه الأدوات. وأضاف «إن توصيات مجلس الابتكار في الدفاع ستساعد على تعزيز التزام وزارة الدفاع بأعلى المعايير الأخلاقية على النحو المبين في استراتيجية الوزارة».
وخوارزميات الذكاء الاصطناعي هي عبارة عن برامج كمبيوتر يمكنها أن تتعلم من البيانات السابقة والقيام بخيارات دون مساهمة أي إنسان. وقد أثبتت مثل هذه البرامج بالفعل أنها مفيدة في تحليل الكميات الهائلة من بيانات الاستخبارات التي تجمعها الوكالات العسكرية والاستخباراتية، ووجد مجتمع الأعمال التجارية عدداً لا يحصى من الاستخدامات.
لكن فكرة قيام أجهزة الكمبيوتر باتخاذ القرارات في سيناريو القتال قوبلت بالشك من بعض أركان عالم التكنولوجيا.
وكانت وكالات الدفاع والاستخبارات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل برامج الطائرات من دون طيار، أملاً في توفير عدد لا يحصى من الساعات التي يقضيها العاملون في السلاح القوي في التحديق في الفيديوهات التي تجمعها طائرة المراقبة.
وفي العام الماضي، أنشأت وزارة الدفاع مركز الذكاء الاصطناعي المشترك لتنسيق الأنشطة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في جميع الخدمات، وكشفت النقاب عن استراتيجية للذكاء الاصطناعي تركز على تسريع استخداماتها لمثل هذه التكنولوجيا للتنافس مع روسيا والصين.
وقد ألقت مبادئ الذكاء الاصطناعي التي صدرت يوم الخميس الماضي الضوء على التفاصيل، ووضعت القليل من الحدود المتشددة التي ربما كان يتمناها المتشككون في الذكاء الاصطناعي. الوثيقة تضمنت أهدافاً أخلاقية رفيعة المستوى التي يجب تحقيقها عند تصميم أنظمة يدعمها الذكاء الاصطناعي، وبموجب الوثيقة يتعين أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي دائما تحت السيطرة الكاملة للبشر و«قابلة للتتبع».
*صحفي متخصص في الشؤون العسكرية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بورست وبلومبير نيرز سيرفس»