الترشح للرئاسة الأميركية أمر صعب، خصوصاً إذا لم تكن منضبطاً ولديك رسالة متسقة. وليس مفاجئاً خروج السياسي «بيتو أورورك» من السباق الرئاسي في «الحزب الديمقراطي»، لينضم إلى الحاكم السابق لولاية كولورادو «جون هيكنلوبر» والسيناتور «كريستين جليبراند»، وحاكم واشنطن «جاي إنسلي» وآخرين غيرهم.
والرسالة الرئيسية لحملة «أورورك»، باعتباره من الساسة المعتدلين والمفوّهين الذين ينبذون الفرقة، حققت نجاحاً في سباق مجلس الشيوخ. لكن في ميدان مزدحم، بدا أنه في وضع صعب، واشتهر بتنقله من منصة إلى أخرى داعياً لمصادرة الأسلحة، بدلاً من تقديم نفسه كمرشح للحزب. لكن طوال حملته، لم يبد ملائماً للمنصب الرئاسي أو متأهباً لقيادة الولايات المتحدة وما بها من مشكلات صعبة كثيرة. ولم يستطع التخلص من الانطباع بأنه شخص هاوٍ.
لكن جزءاً من مشكلته كان عمدة مدينة «ساوث بيند» بولاية إنديانا «بيت بوتيجيج»، وهو مرشح شاب آخر ينتمي إلى يسار الوسط، لكنه كان أكثر فصاحة من معظم المرشحين، لذا بدا أفضل من «أورورك».
وربما لا يحبط إصرار «أوروك» على ترك السباق الرئاسي أحداً من «الديمقراطيين » مثلما كنت أتوقع. فقد أصبح مرشحاً فاشلاً، لكنه ربما يستطيع الترشح لمنصب عمدة المدينة التي يحبها، وربما يترشح منها مجدداً لمجلس النواب. وقد يسعى لشغل منصب عام آخر. لكن ما هو الدرس المستفاد من تجربته في السباق الرئاسي؟ في البداية، ليست فكرة جيدة أن يترشح أحد للرئاسة من مجلس النواب أو بصفته عضواً سابقاً في المجلس. فالوقار المطلوب للترشح للرئاسة قلما يوجد في عضو الكونجرس.
وإلى ذلك، لابد من التخلي عن فكرة أن الرجال البيض هم المرشحون الأوفر حظاً. فمن بين المرشحين الثمانية الذين خرجوا من السباق، 7 مرشحين بيض. وكذلك الأفكار المرتبطة بجنس المرشح وعرقه، إذ يبقى العنصر الأهم هو قدرة المرشح على إثارة الحماس والثقة.

*كاتبة أميركية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»