علينا أن ننظر إلى الاعتراض الحالي للجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي على سرية جلسات مجلس النواب بشأن توجيه الاتهام للرئيس ترامب، ليس كحجة مفتعلة بل كبادرة تحذير لترامب بأن حلفاءه غير راغبين في الدفاع عنه. فالسيناتور «الجمهوري» جون كورنين دفع بأنه لا يستطيع التعليق على لب الموضوع. وزعم السيناتور «الجمهوري» جون نيلي كيندي أنه لا يستطيع التعليق على شهادة لم يطلع عليها ومفادها أن ترامب استخدم أموال دافعي الضرائب- في صورة مساعدات أجنبية- لابتزاز الحكومة الأوكرانية للتدخل في انتخاباتنا.
ولم يعلن أي سناتور صراحةً أن تصرف الرئيس لا يستوجب توجيه الاتهام. ولم يقل أي سيناتور إن الشهود يفتقرون للمصداقية. ولم يقل أي سناتور إنه من الملائم تماماً أن يستخدم الرئيس سلطاته ليدعم حملته الانتخابية. وهناك سبب لهذا الصمت المذهل، وهو الاعتقاد بأن هذا التصرف غير مسبوق يستوجب توجيه الاتهام.
وذكر تقرير لصحيفة «ذي هيل» أن أعضاء «جمهوريين» من مجلس الشيوخ لم يشاركوا في رعاية قرار جراهام حتى مساء الخميس، منهم ميت رومني والسيناتورة سوزان كولينز والسيناتورة ليزا موركوفسكي والسيناتور كوري جاردنر والسيناتور لامار الكسندر والسناتور مايك اينزي والسيناتور جوني ايساكسون والسناتور دان سوليفان والسناتور روب بورتمان.. ما قد يصبح بداية لقائمة أعضاء كثيرين قد يدينون ترامب داخل مجلس الشيوخ.
ومن المثير للسخرية أنه إذا بدأ «الجمهوريون» في مجلس الشيوخ الحديث بصوت واحد، فإنهم قد يدفعون ترامب إلى الاستقالة أو على الأقل إلى اتخاذ قرار بعدم خوض الانتخاب لتفادي إهانة انتخابية للحزب. والصمت لا يدعم إلا وهم ترامب بأنه سيخرج سالماً.
والعدد الأكبر من أعضاء مجلس الشيوخ «الجمهوريين» يعلمون جيداً جسامة ورطة ترامب. وببساطة سيكون من الافتقار الكامل للخيال منعهم من التطلع إلى ساحة سياسية أفضل، يصبح فيها مايك بينس في منصب الرئيس بينما يعود ترامب إلى نيويورك.

*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»