تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أصحاب الهمم بوصفهم فئة اجتماعية فاعلة ومؤثرة، تمتلك المعارف والمهارات التي يمتلكها الآخرون، ولها أحلامها وطموحاتها العظيمة، ولدى أفرادها إمكاناتهم التي يضاهون فيها أفضل الإمكانات. ومن هذا المنطلق لم يأتِ اهتمام القيادة الرشيدة بإدماج أصحاب الهمم وتمكينهم من باب المنّة أو الفضل، وإنما من منطلق أساسه الإيمان بحقهم الإنساني والطبيعي في أن يعيشوا الحياة برفاه واستقرار، وعدالة ومساواة وتكافؤ في الفرص.
وجاء استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، لوفد مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم مؤخراً، تأكيداً على الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة دولة الإمارات الحكيمة لمصالح مواطنيها من أصحاب الهمم، حيث أكد سموه أثناء اللقاء أن الدولة نجحت في الانتقال بأصحاب الهمم إلى مرحلة التمكين والدمج، والمشاركة مع أقرانهم في المجتمع، لضمان مستقبلهم وعيشهم حياة كريمة، مشيراً سموه إلى الحرص البالغ على «توفير أعلى المعايير العالمية لكفاءة الخدمات والبرامج التأهيلية»، ومعبّراً عن فخره واعتزازه بعطاء أصحاب الهمم وجديتهم على العمل والإنتاجية، ورغبتهم في إثبات قدراتهم ومهاراتهم، وإصرارهم على البذل وتقديم ما ينفع أنفسهم ووطنهم.
«زايد العليا»، بوصفها المؤسسة السباقة في بلورة الأفكار الخاصة بتأهيل أصحاب الهمم، أكد أمينها العام، خلال لقائه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، أن إقامة الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في دولة الإمارات، أسهمت بشكل أساسي في بلورة مشروع تأهيل أصحاب الهمم وتوظيفهم في عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وأشار إلى أن الوعي المجتمعي أسهم في تشجيع أولياء الأمور على مشاركة أبنائهم من أصحاب الهمم في مسيرة التنمية والتطوّر، الأمر الذي ينبئ بأن استراتيجية الدولة وبرامجها ومبادراتها المتعددة بشأن إدماج أصحاب الهمم، باتت تؤتي أكُلها بالفعل، حيث يلقى هؤلاء الدعم والتشجيع من قيادتهم الحكيمة، ويجدون بمؤسسات الدولة الوطنية بيئة حاضنة وممكنة، توفر لهم البرامج التأهيلية وتزودهم بالمزيد من الخبرات والمهارات، ما ساعدهم على الانخراط في سوق عمل ناظم، وفق تشريعات وإجراءات تضمن لهم العمل بعدالة.
وقبل نحو أسبوع من الآن، وانطلاقاً من ضرورة العناية بحقوق أصحاب الهمم الصحية، وقعت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ومستشفى التأهيل التخصصي مذكرة تفاهم، هدفها تقديم الخدمات العلاجية التأهيلية، والدعم الطبي والعلاج التأهيلي لأصحاب الهمم، في شراكة استراتيجية بين المؤسستين، حيث قالت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» في حينه، إن تحسين الرعاية الصحية لأصحاب الهمم وجعْلهم قادرين على الاندماج في المجتمع وتعزيز تفاعلهم في عملية التنمية المستدامة، هدف نسعى إلى تحقيقه في استراتيجيات التنمية الاجتماعية كافة، وبما ينعكس على تمكينهم من التقدم في تحقيق أهدافهم، ويحقق لهم حياة كريمة تشعرهم بالسعادة وهم يشاركون في بناء مجتمعهم.
لقد بات أصحاب الهمم يحظون بكل الدعم في المجالات والأنشطة الحياتية كافة، حيث يعيشون في بيئات اجتماعية حاضنة، تمكنوا على إثرها من الاندماج والتفاعل مع الأفراد والأسر، وحازوا على حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية جميعها، وذلك بفضل الاهتمام بتأمين وسائط نقْل ومدارس ومستشفيات صديقة لهم، وتراعي احتياجاتهم ومتطلباتهم وفقاً لتحدياتهم المختلفة، بما يضمن تعزيز بيئة مناسبة تساعدهم على ترك بصماتهم الإبداعية في كل مكان يتواجدون فيه، بتفوق وإنجاز، وبما يعزز من تطبيق السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، الرامية إلى تمكينهم وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، والتغلب على جميع التحديات التي تواجههم، خاصة في القطاعات الحيوية التي ينخرطون فيها، كالرعاية الصحية، والتعليم الدامج، والمساواة في فرص العمل والنقل، وغير ذلك.
ـ ــ. ـ ــ
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.