أحد الجوانب اللافتة من رئاسة ترامب المضطربة هو نتيجته الثابتة في استطلاعات الرأي، إذ يبدو أنه مهما حدث، فإن معدل رضا الجمهور عن أداء الرئيس دونالد ترامب يتراوح ما بين أعلى الثلاثينات ومتوسط الأربعينات: ليس ممتازاً، وليس فظيعاً.
الآن مسألة العزل هي المسألة الأساسية التي تستأثر بالاهتمام، والاتجاه العام واضح: أغلبية الأميركيين تدعم تحقيق العزل الذي أطلقه «ديمقراطيو» مجلس النواب بشأن تعامل ترامب مع أوكرانيا، وشبه أغلبية باتت تدعم العزل نفسه الآن – أي الدعوة لتنحيته من المنصب. ولكن مجلس الشيوخ هو الذي سيحسم ويتخذ القرار النهائي بشأن التنحية.
واللافت أن تأييد العزل ازداد خلال الأسبوعين الماضيين، عقب الإفراج عن معلومات يبدو أنها تُظهر ترامب وهو يضغط على أوكرانيا من أجل التحقيق مع منافسه في انتخابات 2020 جو بايدن، نائب الرئيس السابق. ويُظهر تحليل لاستطلاع للرأي أنجزه موقع «فايف ثيرتي إيت» اتجاهاً تصاعدياً في تأييد العزل، اعتباراً من 25 سبتمبر.
ولعل الأهم من ذلك هو تحول بين «الجمهوريين» خلال أسبوعين من 8.1 في المئة دعماً للعزل إلى 13.8 في المئة. نسبة ما زالت صغيرة، ولكنها مهمة. وفي الوقت الراهن، يراقب أعضاء الكونجرس «الجمهوريون» ناخبيهم عن كثب، ويقفون مع الرئيس – حتى الآن. ولكن ذلك التحول الطفيف للحزب «الجمهوري» نحو تأييد العزل مهم، ويفسر لماذا يرغب «جمهوريو» مجلس النواب والإدارة في تصويت حول التحقيق عاجلاً وليس آجلاً.
وبشكل عام، «أخذ الرأي العام يميل لصالح تحقيق بسرعة»، كما كتب «جوناثان آلن» من «إن بي سي نيوز» في تغريدة على «تويتر»، مضيفاً (إذا استمر ذلك، فإنه سيكون ثمة ضغط أكثر – من الناخبين -- على «الجمهوريين» حتى يصوّتوا لصالح التحقيق).
غير أن تصويتاً الآن يعني أن عدداً أكبر من «الجمهوريين» سيقولون «لا» على الأرجح، وأي «جمهوري» يصوّت ب«لا» على التحقيق لن يستطيع التصويت ب«نعم» للعزل، يضيف «آلن».
ولكن الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يغيّر ذلك الحساب هو «تغير كبير في الحقائق المستخدمة كأدلة»، كما يقول «آلن» في تغريدة أخرى.
تلك الأدلة قد توجد في الوثائق والشهادات التي يحاول «الديمقراطيون» الحصول عليها، والتي يرفض ترامب توفيرها. ونتيجة لذلك، يواجه ترامب تهمة العرقلة المستوجبة للعزل.
فريق ترامب يركز على الإجراءات، ويعوّل على جمهور قد لا يفهم أن العزل عملية سياسية، وليس عملية قانونية، ذلك أنه إذا استطاع ترامب إقناع ناخبيه بأنه يعامَل بإجحاف من قبل «الديمقراطيين»، فإنه قد يتجنب انهياراً في دعمه. ولكن إنْ لم يستطع، فعلى الجميع الانتباه إلى ما سيحدث.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»