حل الموت الزؤام بنحل «ألدو ماشادو» نائب رئيس اتحاد «ريو جراند دو سول لتربية النحل» في البرازيل. فبعد أقل من 48 ساعة من ظهور علامات المرض على نحل العسل الغربي سقط عشرات الآلاف من حشرات النحل قتلى في أكوام.
ومات نحو نصف مليار نحلة في أربع من ولايات البرازيل الجنوبية في الشهور الأولى هذا العام. وطرحت ظاهرة موت النحل أسئلة عن المبيدات الحشرية الكثيرة التي تستخدم في الزراعة في البلاد وعن الكيميائيات المستخدمة في سلسلة الغذاء البشري في الوقت الذي تفكر فيه الحكومة بالسماح بالمزيد. وظهر على معظم النحل الميت آثار مادة «فيبرونيل» وهو مبيد حشري محظور في الاتحاد الأوروبي وتصنفه وكالة الحماية البيئية في الولايات المتحدة بأنه مادة يحتمل أن تسبب السرطان للبشر.
وأراضي البلاد الخصبة تجتاحها المواد الكيميائية. وزاد استخدام البرازيل من مبيدات الآفات 770% من عام 1990 إلى عام 2016 وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو». وأشارت وزارة الزراعة إلى أن البرازيل تحتل المرتبة 44 في العالم في استخدام مبيدات الآفات لكل هكتار.
ويرى منتقدون أن موت النحل يطلق جرس الإنذار. والزراعة أكبر مساهم في نمو البرازيل وتسهم بنحو 18% من الاقتصاد. ونفوذها لا مثيل له ويمتد من ثقافة البوب إلى السياسة. والرئيس بولسونارو، فاز بمنصب بدعم قوي من الأنشطة الزراعية، لكن المشكلة تكمن في عدم الاهتمام بالمخاوف البيئية. وأعلنت منظمة جرينبيس أن نحو 40% من مبيدات الآفات البرازيلية «شديدة أو شديدة للغاية في سميتها» و32% منها غير مسموح بها في الاتحاد الأوروبي.
أما قطاع الزراعة نفسه، فقد شكا لسنوات من البطء في الموافقة على استعمال بعض المبيدات. وذكرت اندريزا مارتنيز من منظمة «سنديفيج» التي تمثل منتجي مبيدات الآفات أن تنوع الكيميائيات مهم، خاصة وأن الآفات تطور مقاومتها لبعض التركيبات الكيميائية. لكن تنوع المنتجات الكيميائية يثير قلق خبراء السموم الذين يرون أنه كلما زاد عدد المنتجات كلما قلت فرصنا في السلامة لأنه لا يمكننا السيطرة عليها جميعاً.
والبرازيليون يدركون هذه المخاطر. فقد صرحت تاتيانا كارفالو التي تدير نشاطاً صغيراً لتوصيل المنتجات العضوية في برازيليا أن مبيعاتها تتزايد باستمرار منذ أن بدأت نشاطها قبل أربعة أعوام رغم الركود الشديد الذي تشهده البلاد. وترى أن انتعاش نشاطها سببه تزايد وعي المستهلكين.
بروس دوجلاس، وتاتيانا فريتاس
*صحفيان متخصصان في الشؤون الاقتصادية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»