هناك اتفاق آراء بأن نتيجة الانتخابات الرئاسية للعام المقبل سيقررها عدد من الولايات أقل من أي انتخابات في الذاكرة الحديثة. وبناء على هذا من السهل أن نستشرف اعتماد «الديمقراطيين» على كمية غير متناسبة من طاقة الحزب وموارده في الفوز بولايات منافسة محورية عام 2020. و«الديمقراطيون» الطامحون في الفوز توقفوا بالفعل من حين إلى آخر في أثناء الحملة الانتخابية في ولايات حزام الصدأ(ألينوي، بنسلفانيا، متشجنن، وأوهايو). فقد قدم نائب الرئيس السابق جو بايدن والسيناتورة «آمي كلوبتشر» ما يتمتعون به من شعبية مفترضة لدى ناخبي الغرب الأوسط باعتباره جزءاً محورياً من الدعاية لاحتمال نجاحهم في الانتخابات.
لكن استعادة الفوز بالولايات التي جعلها ترامب أكثر ميلاً إلى «الجمهوريين» يجب ألا يأتي على حساب جهود الحزب في توسيع الخريطة الانتخابية والمنافسة على ناخبين جدد وبناء ائتلاف أكثر تنوعاً قومياً. وإذا ضيقوا الخريطة الانتخابية فمن المرجح أن يندموا حتى لو انتزعوا انتصاراً في السباق الرئاسي.
وتضييق ساحة السباق إلى عدد من الولايات المتأرجحة الولاء قد يقوض بشدة جهود «الديمقراطيين» لاستعادة السيطرة على مجلس «الشيوخ» والنجاح المحتمل لقائمة الأولويات المحلية للرئيس التالي تتوقف على السيطرة على مجلس «الشيوخ» الذي يحتل فيه «الجمهوريون» الآن 53 مقعداً. ومع وجود فرص الفوز في أريزونا ونورث كارولاينا وجورجيا يحتاج «الديمقراطيون» إلى تحفيز الناخبين في مناطق يعتبر الفوز بها على نطاق واسع أقل احتمالا ولذا فهي أقل أهمية لنتيجة السباق الرئاسي من حزام الصدأ. والتنافس الشديد على الأصوات الانتخابية لهذه الولايات قد يساعد في خلق حماس يحتاجه «الديمقراطيون» لكسب السيطرة على مجلس الشيوخ وتحقيق الأهداف التقدمية.
وهذا لا يتضمن انتخابات مجلس النواب فحسب التي بوسع «الديمقراطيين» فيها توسيع الأغلبية التي فازوا بها عام 2018 لكن أيضاً في السباقات المحلية التي رغم أهميتها يميل تحليل الخريطة الانتخابية إلى تجاهلها. وبعد خسارة ما يقرب من 1000 مقعد تشريعي على مستوى الولايات أثناء فترة أوباما، وهي نتيجة ترجع في جانب منها إلى التركيز الأعمى على حسابات المجمع الانتخابي، استعاد «الديمقراطيون» أكثر من 300 مقعد واستعادوا السيطرة على ست غرف تشريعية في انتخابات التجديد النصفي عام 2018. وأمام الحزب الآن فرصة ليضيف إلى هذه المكاسب بعد أن أصبحت أريزونا ونورث كارولينا ضمن الولايات التي يمكنهم فيها تحقيق أغلبيات. وهذه الانتخابات التشريعية ستؤثر على ملايين الأسر العاملة. وسيكون لها تأثيرات كبيرة على عملية إعادة رسم الدوائر الانتخابية التي ستؤثر بدورها على التشكيل الحزبي للكونجرس في العقد التالي وما يليه.
ومع الاعتراف بالمخاطر، بدأ بعض القادة التقدميون بالتحذير من استراتيجية قد تقلص ظاهرياً الخريطة الانتخابية. فقد دعت «ستاسي أبرامز» المرشحة «الديمقراطية» السابقة لمنصب حاكم ولاية جورجيا في الآونة الأخيرة زعماء الحزب إلى تحسين الأداء وتوسيع الأفاق. «ابرامز» نبهت «الديمقراطيين» إلى أن أمام الحزب فرصة لتدعيم تقدمه بعد أن أصبح الناخبون الهسبانك يمثلون نسبة متصاعدة من جمهور الناخبين.
ولا أحد يقترح بالتأكيد أنه يجب على «الديمقراطيين» ألا يقاتلوا بشدة من أجل استعادة الولايات التي خسروها عام 2016. لكن التفكير بأفق أوسع يحسن بالفعل فرص «الديمقراطيين» في إلحاق الهزيمة بترامب من خلال خلق المزيد من الطرق إلى الانتصار. وتعكس أيضاً فهماً محوريا أن مستقبل الحزب يتوقف على قدرته على التواصل من ناخبين جدد وبناء قوة تقدمية في مناطق جديدة. وللفوز في المدى الطويل يتعين على «الديمقراطيين» الآن أن ينافسوا في كل مكان.
*كاتبة وناشرة مجلة «نيشن» الأميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»