إن الشباب هم الشريحة الأهم في أي مجتمع من المجتمعات، بالنظر لما يملكونه من طاقات وفيرة وقدرات غير محدودة على العطاء والابتكار، ويُعتبر الشباب هم عماد المجتمعات، ورجال الغد، وبناة المستقبل، وتدرك دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الحقيقة والأهمية القصوى لفئة الشباب، والدور الذي يمكن أن يقوموا به في النهوض بمجتمعاتهم.
وفي هذا السياق، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، أن تمكين الشباب وتأهيلهم، وزيادة وعيهم تجاه مختلف المتغيرات الراهنة، يعد ركيزة أساسية لتطور المجتمعات العربية، جاء ذلك خلال استقبال سموه، أول من أمس الثلاثاء، المشاركين في الدورة الثالثة من برنامج «القيادات الإعلامية العربية الشابة»، حيث قال سموه مخاطباً الشباب: «إن أهم استثمار هو الاستثمار في الإنسان على مر التاريخ.. أي أحد استثمر في مجموعة من البشر استطاع أن يخلق أمة.. وللأسف، هذا الشيء لا يذكره التاريخ كثيراً.. دائماً يتحدث التاريخ عن أفراد.. الدول تبنى على الجماعة، خاصةً في وقتنا المعاصر، نحتاج فريق عمل قادر أن يتواصل، ويضع خططاً ورؤى إلى 25 عاماً إلى الأمام ويركز عليها».
وانطلاقاً من الاهتمام الخاص، الذي توليه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة لقطاع الشباب، تبذل الدولة جهوداً متواصلة لتمكين الشباب، وكمثال على هذه الجهود، إطلاق وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة، الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب، التي تجسد حرص الدولة على إتاحة الفرص كافةً أمام شباب الوطن، ذكوراً وإناثاً، للمشاركة الفاعلة في مسيرة الدولة والعالم، وتأكيد مكانة الشباب في تحقيق الأهداف الوطنية لدولة الإمارات. وتهدف هذه الاستراتيجية لتحديد السياسات والإجراءات وخطط العمل، التي تؤدي إلى تمكين الشباب، وإتاحة الفرص أمامهم، كي يكونوا مسهمين نشطين على المستويات كافة، والاهتمام بالمجالات التي تُهمُّهم مثل: التعليم، والتدريب، والتوظيف، والعمل التطوعي، والتعامل مع التقنيات، والإسهام في تنمية المجتمع.
وقد أسفرت الجهود، التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تمكين قطاع الشباب، عن فتح الباب على مصراعيه أمام هذه الفئة الفتية، لتقوم بدورها المأمول في خدمة وطنها، وثمة مؤشرات عديدة ومهمة في هذا السياق، حيث ضمت حكومة المستقبل، التي تم تشكيلها في فبراير 2016، ثمانية وزراء جدد، خمسة منهم من النساء. وبلغ متوسط العمر للوزراء الجدد 38 عاماً، من بينهم معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، والتي تولت المنصب وهي في عمر 22 عاماً لتصبح أصغر وزيرة في العالم، كما انضم سعيد صالح الرميثي إلى عضوية المجلس الوطني الاتحادي، ليكون أصغر الأعضاء سناً بعمر 31 عاماً الذين وصلوا إلى المجلس منذ تأسيسه.
إن نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة لتمكين الشباب، يعد نموذجاً ملهماً للدول العربية الأخرى، حيث وفرت الدولة كل الفرص لتمكين الشباب في مختلف المستويات والمراحل، سواء على الصعيد التشريعي أو التنفيذي في إطار تعزيز روح القيادة لديهم، كما سبقت الإشارة إليه، ومما لا شك فيه أن هذا النموذج الملهم الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة لتمكين الشباب، يجب أن يكون نموذجاً يحتذى به للدول العربية الأخرى، التي لا تتوافر فيها الفرص الكافية للشباب، للمساهمة في الحياة العامة بأشكالها كافة، فالمجتمعات العربية، في معظمها، مجتمعات شابة، وتقدمها مرهون في المقام الأول بتفعيل دور الشباب، الذين يمكن أن يقوموا بدور مبدع وخلاق، إذا ما أتيحت لهم الفرص المناسبة.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية