خرج رئيس وزراء بريطانيا السابق «ديفيد كاميرون» عن صمته الطويل بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، واعترف في مذكرات جديدة أنه «آسف حقا» للفوضى والحقد اللذين غمرا بريطانيا بعد أن صوتت لمغادرة الاتحاد الأوروبي قبل ثلاث سنوات.
واعترف كاميرون في كتابه «للسجل» (فور ذا ريكورد) قائلا «لقد فشلت».
وفي مذكراته الكاشفة، يغطي كاميرون بأسلوب ماهر عجزه ويعترف ببعض الأخطاء – معظمها يتعلق بالاستراتيجية والتوقيت. ويعترف بأنه اليوم «يشعر بالاكتئاب» بشأن بريكست، ويتهم رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون بأنه كان «مضللا».
لقد كان كاميرون هو الذي دعا بثقة إلى إجراء استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016 – وكان هو من قاد الحملة المشوشة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وبعد التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52% مقابل 48%، استقال كاميرون. ويلقي الكثير من البريطانيين باللوم على كاميرون بسبب مأزق بريكست الذي تمر به البلاد اليوم، ووصفوا رئيس الوزراء السابق بأنه «الرجل الذي حطم بريطانيا».
يقول منتقدو «كاميرون»: إن الجمهور البريطاني لم يكن إطلاقاً يطالب بإجراء استفتاء 2016 وأن كاميرون دعا إليه فقط لإخماد المشاحنات الداخلية في حزبه «المحافظ» المليء بالانقسامات ولتهدئة صحف الحزب المسعورة.
ويعترف كاميرون بأن الأمر برمته سرعان ما تطور إلى «دراما نفسية رهيبة لحزب المحافظين».
وفي مقابلة مع صحيفة التايمز، في إطار الحملة التي سبقت نشر كتابه، وصف كاميرون تنفيذ بريكست المحتمل «من دون اتفاق» بأنه نتيجة سيئة.
كما حذر من أن البلاد قد تضطر إلى إجراء استفتاء ثانٍ حول مغادرة الاتحاد الأوروبي. وقال كاميرون، الذي شغل منصب رئيس وزراء بريطانيا خلال الفترة من 2010-2016 «لا أعتقد أنه يمكنكم استبعاده، لأننا عالقون».
وفي مذكراته والمقابلة التي أجريت معه، يتهم كاميرون أصدقاءه السياسيين السابقين –جونسون ورفيقه مايكل جوف، الوزير المكلف حاليا بتنفيذ اتفاق بريكست –بأنهما ضللا الناخبين في عام 2016 بشأن الفوائد الضخمة لمغادرة بريطانيا.
*مدير مكتب صحيفة «واشنطن بوست» في لندن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»