هناك القليل من المباني التي تعتبر رمزاً للأمة –أو التي بحاجة إلى الإصلاح –مثل قصر «دار الأمان»، في كابول الذي دمرته الحرب، في أفغانستان. يقع هذا المبنى ذو المنظر المهيب، الذي تم تصميمه لأول مرة في عشرينيات القرن الماضي كرمز معماري لدخول أفغانستان إلى العالم الحديث، على قمة تل في غرب كابول. لكنه بدلاً من ذلك أصبح على مدار الأربعين سنة الماضية يناقض اسمه: «بيت السلام». فقد تم تدميره بفعل الحرائق والحروب، وشيئاً فشيئاً، تآكلت معالمه وتفاصيله الجميلة جراء الرصاص والقذائف، فيما كانت البلاد تواجه اضطرابات أثناء الاحتلال السوفيتي في ثمانينيات القرن الماضي، وبعد ذلك بسبب المعارك المتبادلة بين القادة العسكريين، وحكم «طالبان» ثم الإهمال، وأخيراً الاحتلال الأميركي وما تلاه من حرب أهلية اندلعت منذ عام 2001.
وطوال هذه العقود، أصبح القصر رمزاً لأمةٍ في حالة حرب. وأصبحت قبابه الأنيقة مجرد إطارات معدنية متداعية. أما نوافذه الطويلة فقد كانت عبارة عن فتحات مكسورة في الظلال المظلمة لماضي أفغانستان الذي كان يوماً ما مفعماً بالأمل. لكن اليوم، قام العمال الأفغان بإعادة بناء القصر ليكون رمزاً يأملون أن يعكس بلداً تم إحياؤه، والذي من الممكن أن يتذوق السلام مرة أخرى قريباً.
يشكل قصر «دار الأمان» محور الاحتفالات بالذكرى المئوية لاستقلال أفغانستان، لذا يحث العمال الخطى داخل هذا المبنى المهيب لإنجاز الأعمال في الوقت المناسب.
وفي حين يأمل السكان أن يكون السلام عنوان مستقبل البلاد، تنوي أفغانستان الاحتفاء، وإن كان بشكل مقتضب، بماضيها على أن يكون قصر «دار الأمان» محور الاحتفالات.
يقول «جاويد حمد»، المشرف على المشروع، إن إعادة بناء القصر تشكل انطلاقة جديدة لأفغانستان، ويوضح أن «قصر دار الأمان يوجه رسالة سلام وأمن وأخوة وتعايش».
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»