«النصيحة» الساذجة التي أطلقها عبد الملك الحوثي للإمارات، قبل أيام، بأن «تنسحب من اليمن»، والتهديد السخيف الذي تحدث عنه عبر الإشارة إلى استهداف مصفاة الشيبة، التي تقع في حقل نفطي بالقرب من حدود السعودية مع الإمارات، لهما أكبر دليل على أن العمليات التي تقوم بها الإمارات في إطار التحالف العربي، ضد جماعة «الحوثي» المتمردة، ناجحة، وإلا لما خرج عبد الملك الحوثي من جحره يهدد.
لقد أثبتت كل الوقائع أن إيران و«الإخوان» هم وجهان لعملة واحدة، فمن يدعم «الإخوان» سيدعم «الحوثيين» لأنهم متحالفون وهذا عقّد مهمة التحالف. فبالإضافة إلى التركيز على «الحوثيين» المدعومين من إيران و«حزب الله» يجب أيضاً مواجهة «الإخوان» وفصيلهم العسكري «الإصلاح» الذي يخترق الحكومة الشرعية، وهذا الفصيل يحصل على دعم وتمويل من تركيا وقطر. كما ذكرت مصادر إخبارية أن هناك انضماماً لعناصر من «القاعدة» و«داعش» إلى ميليشيات «حزب الإصلاح»، ووجود تنسيق سري بين حزب «الإصلاح» و«الحوثيين» بسبب العلاقات الوطيدة بين قطر وإيران.
ونتيجة لذلك، ينبغي من وضع استراتيجية جديدة لتفعيل جهود التحالف، تتضمن أربعة محاور مهمة، أولاً: قوات يمنية على الأرض موالية للتحالف، ثانياً: إصلاح الشرعية المخترقة، ثالثاً: تفعيل استراتيجية إعلامية تؤكد دور التحالف في مواجهة تحديات اليمن، رابعاً: أهمية تبني أميركا لرؤية التحالف.
إن أنجح ما قام به التحالف العربي، هو تحرير الكثير من المدن والمحافظات من «الحوثيين» وعناصر من «القاعدة» كما حدث في مدينة المكلا بجهود إماراتية.
كما أن التوترات التي حدثت خلال الآونة الأخيرة في جنوب اليمن كانت بسبب المخاوف من خطر «الإخوان» وغيرها من التنظيمات المتطرفة. وهذه التوترات جعلت احتمال عودة «القاعدة» واردة في المناطق التي شهدت استقراراً. وبالتالي ينبغي الانتباه إلى تداعيات اختراق الحكومة الشرعية من عناصر ممولة من قطر.
لقد أثبتت حرب اليمن ضرورة الاهتمام بتوجيه رسالة إعلامية موجهة للغرب، توضح حقيقة إرهاب «الحوثيين»، وخاصة استخدامهم للمدنيين كدروع بشرية، وخطر تفشي الإرهاب في اليمن، وخطر عودة «القاعدة» وظهور تنظيمات متطرفة مدعومة من قطر، والخطر يكمن في استغلال منصات إعلامية تدعمها إيران وقطر لأحداث الجنوب بغرض المساس بالتحالف العربي وأهدافه الواضحة، وبالتماسك الاستراتيجي والعلاقات الراسخة بين الإمارات والسعودية.
أهم نقطة يجب أن تركز عليها السعودية في إطار التحالف العربي، هو إقناع الإدارة الأميركية بتصنيف جماعة «الحوثيين» منظمة إرهابية. فالإدارة الأميركية الآن منقسمة بين من يريد تصنيف «الحوثيين» منظمة إرهابية، ومن يريد اعتبارها «شريكة» في العملية السياسية. «الحوثيون» ميليشيا إرهابية، تتغنى بالهجوم على مدنيين سعوديين بشكل متكرر، ومدعومة من إيران، ومن ثم اعتبارها شريكة سياسية لهو كارثة على السعودية والمنطقة عموماً. فيجب إقناع الإدارة الأميركية بعدم جلوس «الحوثيين» على طاولة المفاوضات، وهذا لن يكون إلا بحوار يمني-يمني من الشمال والجنوب يتبنى الرؤية السعودية.
إن اتفاق «الحوثيين» مع «الإخوان»، والمنصات الإعلامية الممولة من إيران وقطر على مهاجمة دولة الإمارات بالتصريحات لهو دليل كاشف على أن ما تقوم به الإمارات صحيح، وأن هذه التنظيمات تدرك أن الإمارات واعية جداً لخطر الإرهاب.
*باحثة سعودية في الإعلام السياسي