من بين المتسابقين التسعة على ترشيح الحزب «الديمقراطي» لخوض الانتخابات الرئاسية ممن تأهلوا بالفعل لمناظرة سبتمبر المقبل، هناك خمسة منهم- وهم جو بايدن وآمي كلوبوتشار وبيتو أورورك وبيت بوتيجيج وكوري بوكر- دافعوا بصيغة أو أخرى عن الخيار العام للرعاية الصحية. وكامالا هاريس وصفت خطتها بأنها «ميديكير للجميع»، لكنها قدمت «ميديكير» باعتبارها بديلاً عن الخطط الخاصة الأخرى الخاضعة لتنظيم شديد. وهذا الانقسام بين ستة مرشحين يعارضون خطة مصدر التمويل الواحد مقابل ثلاثة يؤيدون ذلك، وهذا يدل أيضاً على توجه الحزب برمته نحو «اليسار».
والنقطة المحورية التي تفصل بين المعسكرين تتعلق بما إذا كانوا يرغبون في الحفاظ على صيغة ما من التأمين الخاص، وفي هذا المعسكر يقف «بايدن» و«كلوبوتشار» و«أورورك» و«بوتيجيج» و«وكر» و«هاريس» أو يروجون لنظام مصدر التمويل الواحد حقاً دون مساحة للتأمين الخاص، وفي هذا المعسكر يقف كل من «بيرني ساندرز» و«إليزابيث وارين» و«أندرو يانج».
والكلفة الكبيرة لبعض خطط المرشحين للرعاية الصحية- مثل خطة «وارين»- ربما توضح مدى تقدمية بعض التقدميين. والنزاع على رعاية صحية يمولها مصدر واحد هو لب الخلاف بين الجماعتين من المرشحين.
وكما شهدنا في المناظرة الثانية، فإن مهاجمة «بايدن» الذي يحظى بزخم كبير ليست الطريقة الأفضل التي يُظهر بها المتنافسون في يسار الوسط أنهم بدلاء أفضل عن المتسابق الأوفر حظاً، بل الأفضل أن يقدم المتسابق نفسه باعتباره صاحب مبادئ أكثر فعالية وحيوية ليسار الوسط وهذا يتطلب من المرشحين من يسار الوسط الذين يتوقعون ضعف الزخم الذي يحظى به بايدن أن يشنوا دفاعا معقولا عن الخيار العام للرعاية الصحية. فربما حان الوقت لمن يؤيدون إبقاء التأمين الخاص كما هو أن يقدموا حجة قوية ضد «ميديكير للجميع» ومع فكرة الخيار العام.
فمن خلال الدفاع عن نهجهم ضد فكرة «ميديكير للجميع»، يستطيع المرشحون من يسار الوسط، في سعيهم للصعود في حال ضعف الزخم الذي يتمتع به «بايدن»، إظهار مدى ما يتمتعون به من ذكاء وإقدام وحيوية. والرسالة الضمنية التي ينقلها هؤلاء المرشحون إلى المعتدلين مفادها: إننا نمتلك اعتدال «بايدن» لكن في صيغة صفقة جديدة أكثر بريقا.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»