أتمنى لكم جميعاً، مقابلة «كول دوانج» و«زيخونا ميسو»، لقد جاء الاثنان إلى مكاتب صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، الشهر الماضي، كجزء من برنامج واشنطن للزمالة، وهو برنامج للقيادة للمشاركين الأفارقة، مدته ستة أسابيع، وتديره وزارة الخارجية الأميركية.
كانت الزيارة ذات مغزى ببساطة، نظراً للعلاقة التي كانت تربط صحيفة «المونيتور» بنيلسون مانديلا، الذي كان يقرأ الصحيفة، أثناء سجنه في جنوب أفريقيا، وسبق أن زار مقر صحيفتنا في السنة التي أطلق فيها سراحه، لكن الأمر كان أكثر أهمية بالنسبة للوقت الذي شارك فيه البعض منا «دوانج» و«ميسو».
هذان الصحفيان - القادمان من جنوب السودان وجنوب أفريقيا على التوالي - حملا معهما أفضل الآمال للمهنة، لقد كانا يريدان جعل حياة مواطنيهم أفضل، واليوم، يمكن لبرامج مثل «برنامج واشنطن للزمالة» أن يكون موضوعاً حساساً، فالاتجاهات تنحسر وتتدفق، ولكن في الوقت الحالي، أصبحت الدول الغربية أكثر حذراً، بشأن أي مسؤوليات تجاه أشخاص غير مواطنيها. فكروا في «بريكست» و«أميركا أولاً»، لقد أكد الرئيس دونالد ترامب في كثير من الأحيان أن العديد من الدول التي تتلقى مساعدات أجنبية «لا تفعل لنا شيئاً».
ومن المؤكد، أن هناك نقاشاً قوياً يدور حول المساعدات الخارجية، وعندما كنت مراسلاً في أفغانستان، رأيت أمثلة على قيام عمال مساعدات الإغاثة الغربيين بإلقاء الأموال لحل مشكلة من خلف الأسوار العالية لمجمع كابول، بدلاً من القيام بالعمل الضروري، المتمثل في الانخراط مع المجتمعات لبناء الاستقرار والسلامة الحقيقيين، إن عدم الكفاءة هذا هو جزء من الشك.
ولكن من المهم، بنفس القدر مقابلة السيد دوانج والسيدة ميسو، ورؤية بوضوح الخير الذي يمكن أن تفعله هذه البلدان، والذي يتجاوز مواطنيها، لقد كانت عبقرية العالم الغربي خلال السبعين سنة الماضية، في أحسن صورها، هي أنه عزز قيم الثروة والحرية والمساواة في جميع أنحاء العالم، وقد كان هذا التوسع في صالح الغرب تماماً، بدءاً من توسيع النفوذ إلى إنشاء أسواق جديدة للمنتجات، لكن العمل أبعد ما يكون عن الانتهاء.
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»