يوم الجمعة الماضي، كرّر الرئيس دونالد ترامب مرة أخرى انتقاداته ضد أربع عضوات في الكونجرس، عندما تم توجيه سؤال إليه بشأنهن، وقال: «لا تسرني حقيقة أن عضوة في الكونجرس يمكنها وصف دولتنا وشعبنا بـ(القمامة)»، مؤكداً أن عضوة مجلس الشيوخ «ألكساندريا أوكاسيو كورتيز»، وصفت الأميركيين بأنهم «قمامة».
لكن مع ترامب، دائماً هناك تغريدة! فقد استخدم هو اللفظ ذاته من قبل. وفي 17 سبتمبر عام 2013، بعد يوم واحد على قتل متعاقد أميركي في حوض السفن التابع للبحرية الأميركية في واشنطن 12 شخصاً، غرّد ترامب قائلاً: «إذا لم تنظفوا بلادنا من القمامة سريعاً، فإننا سندخل في دوامة موت».
والمفارقة أن ترامب يدافع عن الحق في انتقاد الولايات المتحدة، لكن فقط عندما يحدث اعتراض على سياساته، وفي الحقيقة، هناك تناقضات كثيرة في إدارة الرئيس، ولم يكن الأسبوع الجاري مختلفاً.
فترامب قضى أعواماً ينتقد الولايات المتحدة، بل ويكيل المديح لقادة أجانب، ويرى أن الولايات المتحدة لطالما كان لديها قادة «يسخر» العالم منهم. وعندما أطلق حملته الانتخابية في 2015، قال إن الولايات المتحدة أصبحت من دول العالم الثالث. وأثناء تنصيبه، انتقد حالة البلاد مشيراً إليها بـ«الخرابة الأميركية».
ودأب على التشكيك في فكرة الاستثنائية الأميركية، لافتاً في حوار مع قناة فوكس نيوز في سبتمبر عام 2013، إلى أن الأمم والدول الأخرى لا تريد السماع عن الاستثنائية الأميركية، فهم يتعرضون لإهانات من أميركا، وهذا ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولم يعد الأمر يقتصر على ترامب، وإنما امتد إلى «جمهوريين» كانوا قد حذّروا في السابق من أنه سيقوض الحزب، مثل «ليندسي جراهام»، الذي يدافع عن انتقادات ترامب لعضوات الكونجرس.
فقد كتب «جراهام» تغريدة قال فيها: «إن تصريحات ترامب (ضد العضوات الديمقراطيات) نابعة من كونه رئيساً (جمهورياً)»، رغم أنه كان شديد الانتقاد له في عام 2015.
*صحفي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»