تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على اعتماد سياسات متقدمة في تطوير أداء مؤسساتها الحكومية، لتعزيز كل ما من شأنه دفع العمل الحكومي نحو المزيد من التطوير والتحديث، وتقديم أرقى الخدمات وفق خطوات مدروسة ومنهجية تتسم بالدقة والمرونة، وبما يرقى بجودة ونوعية العمل الإداري والمؤسسي؛ وبما ينسجم مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تحقيق المركز الأول في الخدمات المقدمة، وترسيخ ريادة دولة الإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي، ويعزز مكانتها على مؤشرات التنافسية العالمية.
وجاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أول من أمس، ببدء تقييم خدمات 600 مركز خدمات حكومي، وتحديد أفضل خمسة، وأسوأ خمسة مراكز خدمة، لتؤكد جهود القيادة الرشيدة المبذولة في تقديم الإمارات كنموذج متقدم في العمل الحكومي، يقوم على ترسيخ معايير الشفافية والصرامة والالتزام بقاعدة أساسية هي تعزيز جودة الحياة، وتحقيق سعادة الإنسان، في المجالات كافة، حيث وجه سموه رسالة إلى كافة المسؤولين قال فيها: «وجهنا بالبدء في تقييم خدمات 600 مركز خدمات حكومي.. سنعلن في 14 سبتمبر أسوأ خمسة مراكز خدمة وأفضل خمسة.. ورسالتي لكافة المسؤولين.. لن نرضى بغير المركز الأول عالمياً في خدماتنا وكافة مرافقنا»، الأمر الذي يشير إلى اهتمام القيادة الرشيدة بإعادة صياغة مفهوم العمل الحكومي، وفق نموذج مبتكر ومتكامل، يعزز من كفاءة المؤسسات الحكومية، ويصل بها إلى أعلى المستويات عالمياً.
كما يأتي لقاء معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، مؤخراً مع أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، لبحث أطر التعاون لتعزيز الجهود الأممية في دعم التحديث والتطوير الحكومي عالمياً، وترسيخ الشراكة مع المنظمة لدعم الحكومات بالاستفادة من تجارب حكومة الدولة الناجحة في مختلف المجالات، إضافة إلى تعزيز الشراكة من خلال منصة قمة إكسبو العالمية للحكومات 2020 التي ستتزامن مع فعاليات «إكسبو 2020 دبي»، لتأكيد حرص دولة الإمارات على تأصيل وتطوير الأداء الحكومي أممياً، عبر تعزز أطر الشراكة الدولية، بوصف النموذج الإماراتي نموذجاً ناجحاً في مجال دعم بناء القدرات الحكومية على المستوى العالمي.
كما يشير توقيع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في مجال تعزيز جاهزية الحكومات لمتطلبات وتحديات المستقبل، استجابةً للاهتمام العالمي المتنامي، وخاصة من دول قارة أفريقيا، بالاستفادة من تجربة دولة الإمارات في التطوير الإداري والتحديث الحكومي، إلى تحول دولة الإمارات إلى دولة تلهم العالم في تجاربها الخاصة بتحديث وتطوير العمل الحكومي، الذي يحقق السعادة للمتعاملين، ويعزز من جودة الحياة، ويرسخ أواصر التعاون الدولي، نظراً لما تملكه من خبرات إدارية في العمل الحكومي، ستجعل منها عاصمة الفكر الإداري الحديث الخاص بصناعة المستقبل، القائم على الأمن والرخاء والاستقرار للدول والإنسان.
ما يُسجّل لدولة الإمارات أن تجربتها في اعتماد نهج عمل حكومي رائد في الخدمات الحكومية، وبما يلبي طموحات الفرد والمجتمع، وفق خدمات تفوق التوقعات، لم تقتصر على المجال الوطني فقط، إنما بذلت دولة الإمارات جهوداً كبيرة في تعميم تجارب نجاحها على المستوى العربي والمنطقة والعالم؛ لترسيخ الشراكات الفاعلة في مجالات الإدارة وتحديث العمل الحكومي، وبما يحقق الأهداف التنموية العالمية، ويقوّي أسس نهضة وتنمية العمل الحكومي العربي، وخاصة بعد إطلاق المنظمة العربية للتنمية الإدارية في جامعة الدول العربية بالتعاون مع حكومة دولة الإمارات «جائزة التميز الحكومي العربي» الأولى من نوعها عربياً، في مجال التطوير والتحسين والتميّز الإداري في المنطقة العربية، وإحداث حراك عربي جديد في مجال الإدارة يطبق أفضل الممارسات العالمية في مجال تميّز الأداء الحكومي، ويخلق فكراً قيادياً لدى القطاعات الحكومية لتبنّي معايير التميّز المؤسسي، باستخدام التقنيات الذكية.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.