من أجل أوضح مؤشر حتى الآن على اتساع استخدام مصادر الطاقة المتجددة، لنتأمل التالي: إن مصادر الطاقة النظيفة وفّرت كمية أكبر من كهرباء أميركا مقارنة بالفحم لأول مرة في أبريل الماضي. فقد أظهرت بيانات «إدارة معلومات الطاقة» أن السدود الكهرومائية والألواح الشمسية وتوربينات الرياح، ولّدت قرابة 68.5 مليون ميجاوات-ساعة من الكهرباء في أبريل، متفوقةً على الـ60 مليون التي أنتجها الفحم خلال الشهر نفسه. وبذلك، تكون تلك أنظف كهرباء أنتجتها الولايات المتحدة على الإطلاق. ويمثل هذا التحول دليلاً على التطور السريع الذي تعرفه مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عبر الولايات المتحدة. فقد أصبح إنشاء وتركيب هذين النوعين من الطاقة رخيصاً جداً لدرجة أن منظمة «بلومبيرج إن إي إف» باتت تتوقع أن تأتي نصف كهرباء العالم من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2050. ويأتي هذا التطور الكبير للطاقة المتجددة على حساب الفحم، الذي كان يوفّر قبل عقد من الزمن فحسب، في الولايات المتحدة، كهرباء أكثر مقارنة بأي مصدر طاقة آخر. ويذكر هنا أن قطاع المناجم أخذ ينهار، حتى في وقت يسعى فيه الرئيس ترامب لإعادة الفحم إلى مجده السابق من خلال إبطال قوانين تحمي البيئة.
غير أنه يجدر بالطاقة النظيفة أن تتمتع بهذه اللحظة طالما أمكنها ذلك؛ فأحد الأسباب الرئيسية التي جعلت محطات الطاقة المشتغلة بالفحم تُنتج القليل من الكهرباء في أبريل الماضي، هو أن بعضها كان مغلقاً من أجل الصيانة الربيعية الروتينية. وبالتالي، فمن المتوقع أن يعود الفحم إلى مرتبته كثاني أكبر مصدر للكهرباء –بعد الغاز الطبيعي– بالتوازي مع عودة تلك الوحدات إلى الخدمة وارتفاع الطلب هذا الصيف.
غير أن الاتجاه بات واضحاً: إن الطاقة المتجددة ستواصل التفوق على الفحم في الأشهر المقبلة، نظراً للاستخدام المتزايد لمزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مثلما تُظهر توقعات إدارة معلومات الطاقة.
كريستوفر مارتن
صحفي متخصص في قضايا الطاقة النظيفة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»