حبا الله عز وجل شعب دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة تهتم بالجوانب الأخلاقية وترسيخ القيم الحميدة قدر اهتمامها بالحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار وتوفير سبل الحياة الكريمة لكافة المواطنين. ومن هنا جاء اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليس فقط في الاهتمام بضرورة تحلي أبناء الوطن بالأخلاق والسلوك الطيب الذي يعكس الموروث الديني والحضاري والاجتماعي لشعب الإمارات داخل وخارج الدولة بل يركز سموه أيضا على أهمية غرس التربية الأخلاقية السليمة في نفوس أبنائنا من خلال المناهج التعليمية لتبقى «الأخلاق» تنشأ وتنمو في المنزل برعاية الأسرة وتترسخ وتتطور في المدرسة برعاية وزارة التربية والتعليم. ومن هنا جاءت مبادرة تدريس مادة التربية الأخلاقية في المدارس والتي تهدف لبناء المواطن الإماراتي لكي يساهم في مسيرة تنمية الوطن تحقيقا لمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «عملية بناء الإنسان تعني في المحصلة النهائية بناء الوطن وغرس أعظم شراعه على شاطئ الحياة الحرة الرغدة الآمنة المستقرة».
وقد تم تصميم منهاج التربية الأخلاقية بناء على 4 عناصر رئيسة هي: الشخصية والأخلاق، والفرد والمجتمع، والدراسات المدنية، والدراسات الثقافية. وتتضافر تلك العناصر الأربعة من أجل تحقيق هدف استراتيجي حيوي ألا وهو ترسيخ المنظومة الأخلاقية في نفوس أبناء الوطن من خلال مادة التربية الأخلاقية، التي من شأنها أن تسهم في ترسيخ قيم الاحترام وتعزز من السلوكيات الإيجابية لدى الطلبة وتهدف للحفاظ على غرس الأعراف وتقاليد الأمة وتراثها وقيمها وأخلاقها الفريدة من نوعها، وتركز على تعزيز سبل تعامل شباب الإمارات مع مزيج الثقافات والمعتقدات التي تتعايش في مجتمعنا.
ولذا من الأجدر أن يكون هناك تنسيق شامل بين الجهات المعنية في الدولة لكي يتم رصد الظواهر الأخلاقية السلبية التي تنتشر أو قد تنتشر في المجتمع نتيجة الانفتاح على الثقافات الأخرى وذلك لتحقيق هدف واحد ألا وهو العمل على نجاح جهود وزارة التربية والتعليم في مواجهة الظواهر الأخلاقية السلبية وعلاجها لضمان تحصين أبنائنا في مواجهة ما قد يضر أخلاقهم. أضف إلى ذلك أن رصد تلك الظواهر ومواجهتها سيساهم أيضا في إنجاح مهمة أولياء الأمور في غرس مبادئ التربية الأخلاقية الحميدة والقيم الاجتماعية السامية في نفوس أجيال المستقبل، وخاصة في ظل انتشار بعض الظواهر السلبية، التي نخشى من تأثيرها الخطير على المدى المتوسط والبعيد على بنيان الأسرة الإماراتية.
ومن تلك الظواهر السلبية الحركات غير اللائقة في الفصول الدراسية والاستخدام السيئ لوسائل التقنية الحديثة وبث مقاطع فيديو مخلة بعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي المحافظ، وظهور بعض الرجال بشكل علني بمظهر وسلوك أنثوي صريح، وبعض النساء بمظهر وسلوك ذكوري أيضا بما لا يناسب قيمنا الاجتماعية والدينية، مما قد يصيب أطفالنا بالحيرة والصدمة. وهنا نتساءل كيف ستنجح وزارة التربية والتعليم في إعداد شخصية شباب الوطن أخلاقياً بصورة سليمة والتعامل مع التحديات التي تنشأ من خلال التعايش مع العديد من الثقافات دون التنسيق الشامل لحماية أبنائنا من الظواهر الأخلاقية السلبية ولهذا أرى ضرورة التعاون بين كافة الجهات المعنية سواء الاتحادية أو المحلية لمساعدة وزارة التربية والتعليم على جهودها في غرس التربية الأخلاقية السليمة في نفوس أبنائنا تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والعمل على عدم تعريض أبنائنا لما من شأنه التأثير سلبا على أخلاقهم، فالتربية الأخلاقية تكتمل بأضلاع المثلث الأسرة والمدرسة ومؤسسات ومرافق المجتمع ولكل دور ومهام وواجبات.
*باحث إماراتي