من المرجح أن تهيمن المواقف السياسية والتحليل وتحقيق الرغبات على المناظرات «الديمقراطية» المقرر أن تبدأ في الأسبوع القادم. لكنها لا يجب أن تكون كذلك. فالمناظرات، أو على الأقل جزء منها، يمكن أن تكون سريعة وغنية بالمعلومات وليست مجرد نقاشات مليئة بالمراوغة المرهقة مثل «دعونا نجري محادثة».
وينبغي السماح للناخبين بسماع أسئلة مباشرة والحصول على إجابات مباشرة. وفيما يلي 10 أسئلة من شأنها أن تكون مفيدة – خاصة إذا كانت الإجابة عليها بنعم أو لا – في تقييم أين يقف المرشحون بشأن القضايا التي تفرض نفسها على حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2020؛ وبصدق، من المرجح أن يكون لكل مرشح إجابة جاهزة إما «نعم» أو «لا» في صميمها. وستكون هذه الأسئلة أيضاً بمثابة اختبار مفيد للصراحة، وهو أمر دائماً يزعم المرشحون أنهم يتحلون به بقدر أكبر من منافسيهم. لذا، يجب أن يفكر المشرفون على المناظرات في الأسئلة التالية:
- هل ستكون هناك تعويضات عن العبودية؟
- هل ينبغي على الكونجرس أن يبدأ في إجراءات الإقالة ضد الرئيس ترامب؟
- هل ستقبل نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل إلى القدس؟
- هل ستلغي وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة؟
- هل تؤيد أي قيود على الإجهاض؟
- هل ستهدم الجدران الحدودية الحالية؟
- هل تؤيد التعليم الجامعي المجاني للجميع؟
- هل تؤيد الصفقة الجديدة الخضراء؟
- هل تؤيد توفير الرعاية الصحية للجميع؟
- هل ستغلي التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب؟
الإجابة بنعم أو لا على هذه الأسئلة ستكون لها تأثير كبير على صقل رؤية الجمهور بشأن النهج الأساسي للمرشحين بالنسبة لسياسات اليوم. فإذا كانت مواقفهم دقيقة في أحسن الأحوال، أو مراوغة في أسوأها، يجب محاسبة المرشحين.
حتى الآن كان الحوار السياسي في أغلبه يدور حول ترامب. ولكن مع قرب بدء مناظرات المرحلة التمهيدية، أن تكون ضد ترامب ولا شيء آخر لن يميز أي مرشح معين يحاول المضي قدماً. إن الناخبين لديهم بالفعل كل ما يحتاجونه من معلومات عن ترامب، وقد اتخذوا قراراً بالفعل بشأن ما إذا كانوا يؤيدون الرئيس. وبينما نحن في ذلك، أشك في أن الناخبين يعرفون كيف سيجيب ترامب على كل من هذه الأسئلة وأنه لن يكافح في الرد عليها بنعم أو لا. والآن يستحق الناخبون سماع موقف «الديمقراطيين».
في هذه الأيام، تروق الانتخابات التمهيدية في كلا الحزبين إلى المواقف المتطرفة.
ربما لا تتماشى النقاشات التي تدور في الأوساط الحزبية في واشنطن مع اهتمامات وأولويات الأميركيين خارج «بيلتواي». ولكن سيكون من المفيد للحزب «الديمقراطي» للسماح للمناظرات القادمة بأن تكون بمثابة وسيلة للاستماع لما هو أكثر أهمية لناخبيهم المحتملين قبل أن يشارك «الديمقراطيون» في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا والانتخابات التمهيدية في ولايتي نيو هامبشاير وكارولينا الجنوبية في مطلع العام القادم. ومن ناحية أخرى، تلعب وسائل الإعلام دوراً مهماً في توضيح الأمور وطرح أسئلة واضحة، لذا فإن المطالبة بإجابات مباشرة ستكون بداية جيدة.
إن المناظرات التي ستبدأ الأسبوع المقبل هي مجرد نقطة انطلاق. ألن يكون من المفيد بدء هذه الحملة بسلسلة من الأسئلة التي تكون إجاباتها بنعم أم لا؟ ربما يجد الأميركيون المحاصرون بالمشاكل ذلك منعشاً.

*مستشار سياسي للبيت الأبيض في عهدي ريجان وبوش الأب
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»