السياسيون الذين يتنافسون على منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا، لخلافة تيريزا ماي التي سيتم التخلي عنها قريبا، ظهروا معا في أول مناظرة تلفزيونية لهم مساء السبت، وأمضوا معظم دقائقهم التسعين في التحدث عن «بريكست». غير أن متنافسي حزب «المحافظين» الخمسة الحاضرين صوّبوا جل سهام انتقاداتهم إلى الرجل الذي كان حاضرا غائبا أو «الغائب الأكثر حضورا»: ألا وهو المرشح الأوفر حظا بوريس جونسون، الذي كان ممَثلا في المناظرة بمنبر فارغ. «أين هو بوريس؟»، هكذا تساءل منافسوه الخمسة.
وزير الخارجية البريطاني الحالي «جيريمي هانت» قال إنه إذا كان جونسون لا يستطيع تحمل التصارع مع خمسة زملاء من حزبه، فكيف يمكن أن يتحمل التعاطي مع المفاوضين الأوروبيين الأدهياء في بروكسيل وزعماء الاتحاد الأوروبي من أجل الحصول على صفقة «بريكست» التي يعد بها الجميع؟!
ومرة أخرى كانت «بريكست» النقطة الوحيدة في هذا التمرين كله.
«جونسون» البالغ 54 عاماً، والذي تلقى تعليمه في مدرسة «إيتون» وجامعة أوكسفورد العريقتين، وعمدة لندن السابق ووزير الخارجية السابق، كان في بيته على ما يفترض يشاهد برنامج «القناة الرابعة» على التلفزيون، ربما برفقة صديقته الجديدة المساعدة في حزب «المحافظين» كاري سيموندز البالغة 31 عاما، والتي «جعلته يتبع حمية غذائية، وفرضت عليه ترتيب شعره الأشقر المميز، وفرضت قبضة محكمة على دائرة مستشاريه»، وفق ما أفادت صحيفة «ذا فاينانشيال تايمز».
وقد رفض «جونسون» أن يشارك في مناظرة السبت التلفزيونية، كما قال، لأن المشاهدين قد ينفرون من رؤية كثير من «حركة الزرق ضد الزرق». وهو ما يبدو استفزازيا بعض الشيء ولكنه يلمح إلى مهاجمة «محافظين» لـ«محافظين» آخرين.
أو بشكل أكثر دقة، إلى مهاجمة زملاء «جونسون» المحافظين له، وهو المرشح الأوفر حظاً للظفر بمنصب رئيس الوزراء.
وعلى كل حال، يقول «جونسون»، إنه يفضل أن يشارك في المناظرة المقررة المقبلة، هذه المرة على قناة الـ«بي. بي. سي» يوم الثلاثاء، بعد أن يقلَّص عدد المرشحين إلى خمسة، أو ربما أربعة، في تصويت من قبل أعضاء البرلمان المحافظين هذا الأسبوع.
ويليام بوث
صحافي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»