شكل إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المرسوم الاتحادي رقم 84 لسنة 2019 بفض دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي السادس عشر للمجلس الوطني الاتحادي مرحلة جديدة في عمر المجلس الذي مضى على تأسيسه أكثر من أربعة عقود، قدم خلالها العديد من الإنجازات على مستوى الوعي السياسي والتجربة الانتخابية في الدولة، فضلاً عن دوره في توسيع دائرة مشاركة المواطن في تسييره شؤونه العامة بتنسيق وانسجام كامل مع قيادته الرشيدة.
وها هو المجلس اليوم بعد فترة طويلة من الحضور والمشاركة الفعالة في الإسهام بالمقترحات وتقديم التوصيات والمشورة يصل بالمجتمع الإماراتي إلى مرحلة متقدمة من النضج والوعي الوطني الذي يعكسه الالتفاف خلف قرارات القيادة بما يخدم المصلحة العامة للدولة والمجتمع.
فمن خلال إلقاء نظرة بسيطة على طبيعة الإنجازات التي قام بها المجلس الوطني الاتحادي خلال الفصل التشريعي السادس عشر الذي أعلن صاحب السمو، رئيس الدولة، فضه يوم الأربعاء 12 من شهر يونيو الجاري 2019 يتضح لنا مستوى الإنجاز الذي حققه في مجال اختصاصه خلال 70 جلسة عقدها طوال فصله التشريعي الأخير، حيث أقر طوال هذه الجلسات 52 مشروع قانون وناقش 26 موضوعاً وقدم 175 توصية ووجه 226 سؤالاً. فيما وافقت الحكومة على نسبة ‎%99 من إجمالي التوصيات التي رفعها المجلس إليها، واستجابت لـ39 سؤالاً صدرت بشأنها توصيات، هذا إضافة إلى دور لجنة الشكاوى بالمجلس في تلقي كل ما يوجه إليها في هذا السياق، وهو ما جعلها تستقبل خلال الفصل التشريعي السادس عشر 309 شكاوى، تم حل بعضها، فيما تم حفظ جزء منها ولا يزال بعضها الآخر ينتظر رد الجهات المعنية.
ولاشك أن مثل هذه الإنجازات التي تمت في فترة لا تتجاوز أربع سنوات جاءت نتيجة لاستراتيجية طموحة كان هدفها النهائي تحقيق أفضل الإنجازات وأكثرها تميزاً، وهو ما يجعل منها لبنة قوية في صرح برلماني يسعى لخدمة مصلحة الوطن والمواطن، ولذا فإن الفصول التشريعية المقبلة ستشهد -من دون شك- مواصلة مسيرة جهود التميز والعطاء، وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية والمواطنة الصالحة وتعزيز المنظومة التشريعية بما يتوافق مع أفضل المعايير العالمية، والارتقاء بالدور الرقابي للمجلس بما يسهم في تحقيق رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة.
ما تم تحقيقه خلال الفترة الوجيزة الماضية كان كفيلاً بجعل معالي الدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس، تشيد بالدعم الكبير الذي حظي به المجلس من قبل القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات، وأكدت الدكتورة أمل القبيسي أن المجلس الوطني الاتحادي يسجل باسم شعب الإمارات دعم كل ما تقرره القيادة الرشيدة من مواقف وسياسات تهدف للحفاظ على أمن الوطن واستقراره وصون مكتسبات شعبه واتحاده المبارك.
إن تجربة إنشاء المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات، ليست وليدة المصادفة، وإنما جاء تأسيسه في سياق طبيعي رافق نشأة الاتحاد، ليلعب دوراً تكاملياً مع ما تقوم به مختلف الأجهزة المؤسسية الأخرى داخل الدولة، فهو اليوم نموذج حي لتكريس مبدأ الشورى الذي طالما آمن به المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحرص على تطبيقه وممارسته قولاً وعملاً.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.