واجهت السيناتور «الديمقراطية» عن ولاية نيويورك «كريستين جيليبراند» صعوبة في جمع الأموال لدعم حملة ترشحها للانتخابات الرئاسية الأميركية، وكذلك في تحقيق تقدم في استطلاعات الرأي. غير أن لقاءها السياسي يوم الأحد الماضي الذي نظمته قناة «فوكس نيوز» قد يساعدها في كلا الأمرين.
وبدعوتها المرشحين «الديمقراطيين» على شبكتها من أجل عقد لقاءات سياسية، تتوقع «فوكس نيوز» أن تحظى بمصداقية، وأن تبرر استحقاقها لاستضافة مناظرات بين المرشحين للرئاسة الأميركية، غير أن مطالبتها ألا يتحدث المرشحون عنها بسوء، وأن يتماشوا مع حيلة أنها شبكة نزيهة غير متحيزة، هو بالتحديد السبب الذي دفع بعض المرشحين إلى اختيار عدم المشاركة في لقاءاتها.
لكن «جيليبراند» تعاملت مع الموقف ببراعة، فقد مضت قدماً رغم الاعتراضات وقدمت البيانات التي تدعم موقفها. وأزعم أنها كانت أفضل مراحل حملتها الانتخابية حتى الآن. وفي اللقاء ذاته، أحرجت «جيليبراند» مقدم البرنامج «كريس والاس» عندما تدخل ليسأل حول ما إذا كان ينبغي أن يحصل الرجال على مقعد على طاولة النقاش، فردت قائلة: «إنهم موجودون أصلاً! ألم تكن تعلم؟».
وأما السيناتورة «الديمقراطية» «إليزابيث وارين» فلم ترغب في الظهور على قناة «فوكس» لأنها لم ترغب في أن تجني القناة الإيرادات التي قد تحظى بها، إذ تعتقد المرشحة للرئاسة أن ظهورها من شأنه زيادة عدد المشاهدين. غير أنني أتصور أنه من الأفضل الظهور على القناة وكشف زيفها.
وعلى سبيل المثال، يتعين على المرشحين توجيه الاتهامات للإدارة الأميركية ومذيعي «فوكس» الذين أثاروا مزاعم أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة. وعلى «الديمقراطيين» أن يواجهوا الإدارة ومذيعي «فوكس» بأن المحقق الخاص السابق «روبرت مولر» توصل إلى أن ترامب شجع التدخل الروسي وأعاق التحقيق بما لا يقل عن 10 طرق. وعليهم أيضاً أن يوضحوا أنه على النقيض من تأكيدات ترامب، والتي كررها مذيعو «فوكس نيوز»، فإن الأدلة على وجود التغير المناخي لا يمكن إنكارها في الوقت الراهن، وأن يستشهدوا بما وثقته الإدارة نفسها.
فهذا العالم من الحقائق لا يعلم به متابعو «فوكس نيوز»، ويمكن لـ «الديمقراطيين» أن يساعدوا في مواجهة آلة دعاية «ترامب فوكس».
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»