بعد رحلة خطيرة عبر المكسيك واجتياز صحراء أريزونا، أخبر أحدهم «خوسيه» و«كريستيان» بأنهما قد يجدان الماء والطعام في مكان يطلق عليه «بارن» (أو الشونة). يعد بارن مكان تجمع للمتطوعين من أمثالي، وهناك تمكن الشابان من تناول الطعام والراحة والحصول على الرعاية الطبية. وفيما كانا يتأهبان للمغادرة، ألقت دورية الحدود القبض عليهما. كما قامت باعتقالي وتكبيلي، لأنني قدمت الطعام والماء والملابس النظيفة والأسِرَّة للشابين المهاجرين. وتم احتجاز خوسيه وكريستيان لعدة أسابيع، واستغلتهما الحكومة كشاهدين ضدي، ثم قامت بترحيلهما إلى البلد الذي فرّا منه.
في صحراء سنونران، تصل درجة الحرارة أحياناً إلى 120 درجة خلال النهار، وهناك ندرة في المياه. وقد أجبرت سياسات الحدود الأكثر صرامة المهاجرين على الذهاب إلى منطقة أبعد وأكثر قسوة، والكثيرون ممن يحاولون اجتيازها لا ينجون. وعلى طول ممر «آجو»، يتم العثور على عشرات الجثث سنوياً.
وينظم السكان المحليون والمتطوعون رحلات عبر هذه الصحراء لتقديم المساعدات الإنسانية. ونقوم بنقل المياه والأطعمة والملابس والإمدادات الأساسية للإسعافات الأولية، لبعض المواقع على مسارات الجبال والأخاديد.
وعلى مر السنين، كانت الجماعات الإنسانية والسكان المحليون في حالة من التعايش مع دوريات الحدود، وسواء أكان ذلك في متجر البقالة أو في الحقول، كنت ترى السكان والمتطوعين يركضون إلى وكلاء حراسة الحدود والتحدث إليهم.
هذه الأنواع من اللقاءات أصبحت نادرة الآن، حيث قامت السلطات الحكومية باتخاذ إجراءات صارمة ضد المساعدات الإنسانية: رفض منح تصاريح لدخول محمية كابيتزا بريتا الوطنية للحياة البرية، وملاحقة المتطوعين، والذين واجه الكثير منهم أحكاماً بالحبس وغرامات تصل إلى 10,000.
والآن، قد يتم تطبيق القانون ليس فقط على عمال الإغاثة الإنسانية، بل أيضاً على ملايين الأسر التي لها أوضاع مختلطة في الولايات المتحدة.
لقد قدّم مجتمعي في «آجو»، على مر الأجيال، الطعامَ والماءَ لأولئك الذين يسافرون عبر الصحراء، ولا ينبغي للحكومة أن تعتبر هذا جريمة.
سكوت وارين
محاضر في جامعة أريزونا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»