في السنوات الأربع الماضية، اتبعت إدارة مدينة برشلونة التي تتزعم بلديتها «أدا كولاو» استراتيجية لـ«إضفاء الطابع النسوي على السياسة» يحاول «إدماج مفهوم الجنوسة في كل مجال من السياسة والمجتمع». لكن الحركة النسوية في برشلونة تعرضت لانتقادات، ليس فقط وسط صفوف «التقليديين» مثل حزب «بوكس» القومي المتطرف الذي دخل البرلمان القومي لأول مرة في 28 أبريل الماضي، بل إن بعض نشطاء الحركة النسوية يعلنون أن الحركة في إسبانيا بالغت في الاهتمام بالأمور الثانوية.
ومدينة برشلونة مشهورة بتاريخها في النشاط النسوي منذ الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي، رغم القمع الشديد الذي فرضه الجنرال فرانك، حيث احتفظت الحركة النسوية في برشلونة بقوتها منذئذ.
وحين أدت كولاو اليمين الدستورية عام 2015، أعلن كل أعضاء الحكومة المعينة أنهم من أنصار التوجه النسوي وهي المرة الأولى في إسبانيا. وتركيز إدارة المدينة على النسوية واضح حاليا. فاللوحات التي تحتفل بيوم القديس جورج، الذي يحل يوم 23 أبريل، لم تعد تظهر فيها صورة القديس الراعي لكاتالونيا وهو يحمي الأميرة من التنين.
ويأتي التوجه النسوي في برشلونة مع تغير سمعة إسبانيا كبلد متحيزة ضد النساء. فقد أظهر استطلاع للرأي نشرته مجلة سي. تي.إكس. تي. على الإنترنت في نوفمبر الماضي أن 58% من النساء و46% من الرجال قالوا إنهم من المدافعين عن حقوق المرأة في إسبانيا.
ويرى خبراء أن ما دفع لظهور الحراك النسوي إلى الواجهة هو صدور حكم بعدم إدانة خمسة رجال اتهموا باغتصاب فتاة عمرها 18 عاماً أثناء مهرجان مطاردة الثيران في بامبلونا. وانفجر غضب كبير على مستوى البلاد بعد الحادثة التي وقعت عام 2016 وعلى الحكم الصادر عام 2018 الذي أدان المتهمين باتهامات أقل من الانتهاك الجنسي ضد مراهقة.

كاترينا فرنانديز مارتنز
صحفية مختصة بشؤون جنوب أوروبا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»