شهدت مبادرة سباق «سقيا الأمل» التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تفاعلاً كبيراً من قبل مختلف الجهات في الدولة، حيث تقدمت أكثر من 50 جهة، في القطاعين الحكومي والخاص، للمشاركة رسمياً في السباق، خلال يومين فقط من إطلاقه. ومن بين هذه الجهات، هيئة الطرق والمواصلات في دبي، التي أعلنت دعمها للمبادرة عبر حفر 10 آبار في عشر دول هي: إندونيسيا، وكوسوفو، والسنغال، والنيجر، ونيبال، وغانا، وتنزانيا، وإثيوبيا، والهند، ومالي. ويتوقع أن يتزايد التفاعل مع هذا التحدي الإنساني، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى توفير المياه النظيفة لملايين الناس في المجتمعات الأقل حظاً، بشكل كبير جداً خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بالنظر إلى تجارب سابقة، ولأن الإماراتيين حريصون على مضاعفة عمل الخير في هذا الشهر الفضيل.

إن التفاعل المميز الذي يبديه الإماراتيون، مؤسسات وجهات وأفراداً مع مثل هذه المبادرات له دلالات مهمة، فهو يعكس: أولاً، طبيعة الشعب الإماراتي الذي يتجذر فيه عمل الخير، فالإمارات تثبت يوماً بعد الآخر أنها منبع للخير في المنطقة والعالم، ولا عجب إذاً أن تتجه الأنظار إليها لمواجهة التحديات الإنسانية العالمية، وهذا بالطبع يرجع إلى أسباب وعوامل مهمة، من أهمها: أولاً، إيمان القيادة الرشيدة بضرورة التكامل والتضامن الإنساني بين البشر في مواجهة الأزمات والتحديات المشتركة. وثانياً، وجود منظومة متطورة من المؤسسات والهيئات العاملة في المجال الخيري والإنساني تحظى بالدعم والرعاية والمساندة المباشرة والمستمرة من قبل القيادة الرشيدة، وهذا يزيد من فعاليتها ويعظّم من دورها ويوسع من تأثيرها في المناطق التي توجه خدماتها إليها، وهذا ما يفسر الصورة الإيجابية الناصعة لدولة الإمارات في العالم أجمع، باعتبارها رمزاً للعطاء والخير والتضامن الإنساني. ثالثاً، أن الإمارات أصبحت النموذج الأبرز في مجال المساعدات الإغاثية والإنسانية ليس فقط على مستوى المنطقة وإنما على مستوى عالمي، فأذرعها الخيرية منتشرة في كل مكان، ومبادراتها دائماً في توسع وانتشار، وهناك حرص على تعزيزها باستمرار، ولذلك يحظى دورها الخيري والإنساني بتقدير دولي واسع، ولا يكاد يمر يوم لا يكون فيه تعبير لمسؤول أو منظمه عن أهمية هذا الدور، ودعوة الآخرين للاقتداء بالإمارات في هذا المجال.
وينطوي سباق «سقيا الأمل» الذي يأتي في سياق سلسلة من المبادرات البارزة للدولة، على أهمية كبيرة، فهي: أولاً، عمل إنساني عظيم حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف الذي اعتبر أن من أفضل الأعمال سقيا الماء لأهمية الماء ليس فقط في حياة الكائن الحي، وإنما أيضاً في الوجود كله، ومن ثم فإن هذه المبادرة في الحقيقة تفتح باباً مهماً من أبواب كسب الأجر والفوز برضا الله سبحانه وتعالى. وثانياً، تسهم في إيجاد الحلول المستدامة لمشكلة ندرة مياه الشرب في كل أرجاء العالم، وهذا أمر مهم وحيوي، حيث لا يمكن حل مشكلة ندرة المياه من دون تعاون وتكاتف إنساني حقيقي. وثالثاً، تعبر عن حقيقة التضامن الإنساني وأهميته وأثره الكبير على تعزيز قيم التسامح والحب بين الشعوب، ولا شك أن مثل هذه المبادرة ستترك الأثر الكبير في نفوس المحتاجين في جميع دول العالم. ورابعاً، تمثل حافزاً للآخرين دولاً ومنظمات وأفراداً للقيام بواجباتهم الإنسانية والأخلاقية تجاه ما تعانيه بعض المجتمعات في عالمنا المعاصر من أزمات ومشاكل، وما تواجهه من تحديات. وخامساً، تعزز المبادرة مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمنصة عالمية رائدة للعمل الخيري والإنساني.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدرسات والبحوث الاستراتيجية