-
باتت دولة الإمارات حاضنة للإبداع والابتكار، ورائدة عربياً في هذا المجال، وذلك بفضل رؤية قيادتها الحكيمة المحفِّزة والداعمة للابتكار. وها هي الإمارات اليوم وقد أعلنت عام 2019 عاماً للتسامح، بعد أن باتت مصدر إشعاع إبداعي لكل العالم العربي، وهي تولي اهتماماً كبيراً لتعزيز قدراتها في مجال التنمية المستدامة المدعومة بالإبداع والابتكار وإشعاع روح التسامح، وهو ما يستدعي ترسيخ أسس البيئة المُثلى لتخريج أجيال جديدة من المواهب الإماراتية الشابة اللازمة لرفد سوق العمل باحتياجاته المتزايدة من العقول المستنيرة القادرة على الابتكار والإبداع والتميز، وعلى مواكبة التطلعات الطموحة لمستقبل التنمية الاقتصادية في الدولة.
والحقيقة أن باذر نبتة النجاح والسعادة والتسامح، هو المتفرد في المنطقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي وحّد صفوف وقلوب الإماراتيين، قبل أن يوحد الجغرافيا في هذا البلد الجميل والمتميز، الذي فتح ويفتح ذراعيه للجميع. فقد أنجز، طيب الله ثراه، هذا الصرح الوطني الشامخ على ضفاف الخليج العربي، والقطب العربي المؤثر الذي أصبح أحد أركان منظومة مجلس التعاون الخليجي، والذي استضاف أول اجتماع لقادة دول الخليج لإعلان تأسيس مجلس التعاون الخليجي في مايو 1981. وأصبحت دولة الإمارات اليوم نموذجاً حياً ومثالياً يحتذى به، لما حظيت به من قيادة حكيمة ونجاحات كبيرة وإنجازات عظيمة ومبادرات مؤثرة ونهضة شامخة مزدهرة.. حيث أصبحت واحة غنّاء بعدما كانت أرضها صحراء قاحلة، وصارت مقصداً تجارياً مهماً ومؤثراً ومركزاً للابتكار والتطوير والتسامح والسعادة والإبداع، ومقصداً سياحياً جاذباً للعالم كله، وبيئةً خصبةً ومشجعةً للاستثمار والمال والعقار وصناعة الإعلام وكثير من المجالات والمهن الحيوية الأخرى.. وذلك لما تمثله من بيئة صالحة تتوافر على جميع مقومات النجاح، وتهتم بتسهيل التعاملات الإدارية والتجارية والاقتصادية. لقد أصبحت دولة الإمارات مقصداً وقطباً مهماً وفاعلا في كل المستويات، وفي الحضور والتأثير وصنع القرار الإقليمي والدولي، وإطلاق المبادرات الإيجابية والإنسانية.. لوضوح رؤيتها ونجاح استراتيجيتها طويلة الأمد، وسلاسة قوانينها المرنة في جذب الاستثمار وتهيئة المناخ المريح للسائح والزائر والمقيم، العربي والأجنبي، بعيداً عن البيروقراطية والروتين والقوانين المعلّبة. وبذلك كسبت استضافة العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل الإقليمية والعالمية، بما فيها معرض إكسبو الدولي 2020، ومقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، علاوة على مؤتمرات القمم الخليجية والعربية (السياسية والاقتصادية والمالية والفكرية والثقافية)، إلى جانب أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأدبية وفنية كثيرة وخلاقة،فأصبحت نموذجاً عالمياً في دعم الأفكار الابتكارية المبدعة والخلاقة.
وتتطلع الإمارات نحو المستقبل المشرق المضيء بكثير من التفاؤل، وبمزيد من الطموح والعصف الذهني والتطور السريع، فكثير من المسؤولين في العالم ورجال الأعمال والعلماء والمفكرين والأدباء والفنانين.. استوعبتهم هذه البيئة الجميلة والمريحة والسلسة والجاذبة، واحتضنتهم بصدر رحب ومناخ صحي نقي، ليجدوا فيها ملاذاً آمناً ومكاناً صحياً مشجعاً على العمل والإقامة، وتلاقي الأفكار،وبذلك أصبحت دولة الإمارات منصةً لانطلاق أعمالهم التجارية والمالية والثقافية والإعلامية والفنية.
لقد أصبحت نهضة الإمارات حقيقة فعلية كبيرة وعالية بعلو همم رجالها المخلصين، والذين يواصلون المسيرة الظافرة الآن، بكل ثقة وتميز واقتدار وعطاء، من أجل إغناء وتطوير هذه التجربة الناجحة والمتفردة، لكي تصبح دولة الإمارات أحد مراكز العالم المهمة والمرموقة، وفي مقدمة الدول المتطورة.
فهنيئاً للمنطقة العربية بهذا النموذج الشامخ الرائع المتميز.

* كاتب سعودي