لن تكون انتخابات 2020 متقاربة بين الطرفين «الجمهوري» و«الديمقراطي». فمعدل نمو الإنتاج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام الجاري البالغ 3.2% يضع أول حقيقة سيتم الإشارة إليها في نوفمبر 2020، لأن هذه النسبة تبعث برسالة عما سيكون عليه الاقتصاد حينها، أي أنه لن يكون في حالة ركود. فالركود يظهر حين يكون نمو الإنتاج المحلي الإجمالي سلبياً لربعين على التوالي أو أكثر. وهذا قد يحدث وحدث بالفعل من قبل بطريقة مفاجئة. فحالات الهلع الاقتصادي لا تبعث سلفا برسائل تذكر بتاريخها السعيد، لكن الاقتصاد الذي يشرف عليه دونالد ترامب قوي ويتزايد قوة. فالابتكار يتسارع الإيقاع. والكساد قبل يوم الانتخاب تتقلص احتمالات حدوثه مع مرور الأيام.
وكما أن ترامب يهيمن على الحزب «الجمهوري»، بمعدل تأييد يزيد على 80%. ومسعى إدارته لتخفيف القيود التنظيمية يتسارع. وتم تعيين عدد يتزايد من القضاة غير الراغبين في قبول مسوغات البيروقراطيين للإفراط في إخضاع الأمور للقيود التنظيمية. وتجدد مستوى جاهزية الجيش الأميركي. وعلاقتنا مع أقوى حليف لنا، إسرائيل، في أوثق درجاتها منذ عقود. وفي الوقت نفسه، يواجه «الديمقراطيون» خياراً صعباً بين السيناتورين بيرني ساندرز أو كامالا هاريس أو نائب الرئيس السابق جو بايدن. وساندرز وهاريس أكثر ميلا لليسار، أما بايدن، فقد تجاوز أفضل أعوامه. والناس العاديون من الحزب الديمقراطي يتطلعون لشيء آخر. ويحتمل أن يذهب الترشيح إلى شخص مثل بيت بيتيجيج رئيس بلدية ساوث بند في ولاية أنديانا. لكن ماذا يحدث إذا انقلب الهزل إلى جد؟ فما كان مسلياً ومستظرفاً سيصبح فجأة التزاماً، ومن ثم يأتي وابل من الهجمات. وفي الوقت الذي ينجو فيه ترامب بسهولة من الهجمات، يتفرق شمل الديمقراطيين وبعضهم يمضي وقد أصيب وبعضهم اختفى.
وكل هذا يعتبر جديداً على أسماع الليبراليين من أصحاب هاشتاج #Resistance الذين يشعرون بيقين أن ترامب سيخسر لمجرد أنهم يكرهونه كثيراً، ومازالوا لا يضعون في حسبانهم أن 40% من البلاد يحبونه وأن 10% على الأقل أكثر التزاما بالتفكير في بديل مقارنة مع ترامب ولن يصوتوا ضده تلقائياً. وهذه الـ 10% تستمتع جيداً بثمار الاقتصاد المزدهر الحالي، فمازال معدل البطالة منخفضاً بشكل لا يصدق، والأسواق تنتعش. ولطالما كانت الهجرة وأمن الحدود مصادر قلق وجيهة للناخبين. والناس لا يتحدثون كثيراً عن هذه القضية لأنهم يرفضون التصريح بأي شيء قد يجعلهم يوصفون بأنهم عنصريون.
* محلل سياسي ومؤلف كتاب «الطريق الرابع: دليل المحافظين إلى أغلبية جمهورية دائمة».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
هيو هويت
هيو هويت*

لن تكون انتخابات 2020 متقاربة بين الطرفين «الجمهوري» و«الديمقراطي». فمعدل نمو الإنتاج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام الجاري البالغ 3.2% يضع أول حقيقة سيتم الإشارة إليها في نوفمبر 2020، لأن هذه النسبة تبعث برسالة عما سيكون عليه الاقتصاد حينها، أي أنه لن يكون في حالة ركود. فالركود يظهر حين يكون نمو الإنتاج المحلي الإجمالي سلبياً لربعين على التوالي أو أكثر. وهذا قد يحدث وحدث بالفعل من قبل بطريقة مفاجئة. فحالات الهلع الاقتصادي لا تبعث سلفا برسائل تذكر بتاريخها السعيد، لكن الاقتصاد الذي يشرف عليه دونالد ترامب قوي ويتزايد قوة. فالابتكار يتسارع الإيقاع. والكساد قبل يوم الانتخاب تتقلص احتمالات حدوثه مع مرور الأيام.
وكما أن ترامب يهيمن على الحزب «الجمهوري»، بمعدل تأييد يزيد على 80%. ومسعى إدارته لتخفيف القيود التنظيمية يتسارع. وتم تعيين عدد يتزايد من القضاة غير الراغبين في قبول مسوغات البيروقراطيين للإفراط في إخضاع الأمور للقيود التنظيمية. وتجدد مستوى جاهزية الجيش الأميركي. وعلاقتنا مع أقوى حليف لنا، إسرائيل، في أوثق درجاتها منذ عقود. وفي الوقت نفسه، يواجه «الديمقراطيون» خياراً صعباً بين السيناتورين بيرني ساندرز أو كامالا هاريس أو نائب الرئيس السابق جو بايدن. وساندرز وهاريس أكثر ميلا لليسار، أما بايدن، فقد تجاوز أفضل أعوامه. والناس العاديون من الحزب الديمقراطي يتطلعون لشيء آخر. ويحتمل أن يذهب الترشيح إلى شخص مثل بيت بيتيجيج رئيس بلدية ساوث بند في ولاية أنديانا. لكن ماذا يحدث إذا انقلب الهزل إلى جد؟ فما كان مسلياً ومستظرفاً سيصبح فجأة التزاماً، ومن ثم يأتي وابل من الهجمات. وفي الوقت الذي ينجو فيه ترامب بسهولة من الهجمات، يتفرق شمل الديمقراطيين وبعضهم يمضي وقد أصيب وبعضهم اختفى.
وكل هذا يعتبر جديداً على أسماع الليبراليين من أصحاب هاشتاج #Resistance الذين يشعرون بيقين أن ترامب سيخسر لمجرد أنهم يكرهونه كثيراً، ومازالوا لا يضعون في حسبانهم أن 40% من البلاد يحبونه وأن 10% على الأقل أكثر التزاما بالتفكير في بديل مقارنة مع ترامب ولن يصوتوا ضده تلقائياً. وهذه الـ 10% تستمتع جيداً بثمار الاقتصاد المزدهر الحالي، فمازال معدل البطالة منخفضاً بشكل لا يصدق، والأسواق تنتعش. ولطالما كانت الهجرة وأمن الحدود مصادر قلق وجيهة للناخبين. والناس لا يتحدثون كثيراً عن هذه القضية لأنهم يرفضون التصريح بأي شيء قد يجعلهم يوصفون بأنهم عنصريون.
* محلل سياسي ومؤلف كتاب «الطريق الرابع: دليل المحافظين إلى أغلبية جمهورية دائمة».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»