ذكرت من قبل أن انتخابات 2020 إذا أصبحت استفتاء على الرئيس لخسرها دونالد ترامب. لكن كي تصبح الانتخابات استفتاء، يتعين على «الديمقراطيين» التحلي بالاتساق والهدوء وتفادي إزعاج الناخبين. لكنهم واصلوا الإضرار بأنفسهم وبشدة، في كل كبيرة وصغيرة. فمن حسن حظ ترامب أنه يواجه مثل هؤلاء الخصوم. وأنا لست «ديمقراطياً» ولا أفهم دوماً الطريقة التي يفكر بها «الديمقراطيون» ويبدو لي أنهم إذا اهتموا بالأنشطة الاقتصادية وتحدثوا عن الوظائف والاقتصاد والرعاية الصحية لربما قدموا بديلا معقولا للرئيس وعززوا موقفهم. لكنهم، على عكس ذلك، يبتعدون دوما عن هذه الرسالة.
وهم على خطأ بمعارضتهم إدارة ترامب بشأن السؤال عن مواطنة الأشخاص الخاضعين للإحصاء. فما المانع من طرح هذا السؤال إذا كان الشخص سيجري إحصاءه وتسجيله باعتباره أميركيا؟ لكن «الديمقراطيين» تحركهم الصورة النمطية السلبية التي مفادها أن أي إشارة إلى الجنسية قد تؤذي مشاعر المهاجر غير المشروع أو قد تعرقل على نحو ما الهجرة غير المشروعة. وعزز «الديمقراطيون» الانطباع عنهم بأنهم يؤيدون الهجرة غير المشروعة لدرجة أنهم لا يعترضون على وصول منتهكي القانون إلى البلاد، ولدرجة أنهم يقدمون أعذارا لمن يرتكبون جرائم بمجرد دخولهم الولايات المتحدة.
وعلى سبيل المثال، حين سئلت المتسابقة الديمقراطية كامالا هاريس عما إذا كان يجب إعطاء الإرهابيين حق التصويت، قالت «يجب أن يكون لدينا مناقشة حول هذا الموضوع».
ومن الواضح، أن تصور «الديمقراطيين» عن سؤال الإحصاء بشأن المواطنة وحقوق الإرهابيين في التصويت يساهم في ضجيج على هامش الحملة الانتخابية. وقد سئم الناخبون من حزبين متناحرين. وحسمت قضية علاقة ترامب بروسيا منذ فترة طويلة. وكل شخص اتخذ قراره بشأن الرئيس وعلاقته بروسيا وبشأن تقرير مولر.
ولا يتمتع أي من الحزبين أو أي قيادة حزبية بشعبية بشكل خاص، واستطلاعات الرأي تثبت هذا. فقد أشار مركز «ريال كلير بوليتكس» لاستطلاعات الرأي والتحليلات السياسية أن نسبة التأييد لترامب تبلغ 43.4% كما أن 56.4% من سكان البلاد يعتقدون أن الولايات المتحدة تسير في الاتجاه الخطأ. ويتعين على «الديمقراطيين» التوصل إلى قرار جماعي بشأن إذا ما كانوا سيطاردون ترامب بلا ترو في كل مهم وتافه ويكبحون ميل الحزب نحو اليسار ويبدأون في تقديم نقيض لترامب في السياسة والأسلوب. وبغير هذا، سيكون مقدرا على انتخابات 2020 أن تجرى بين شخصيتين لا تحظيان بشعبية كما في عام 2016.
*مستشار سياسي في إدارتي ريجان وبوش الابن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»