الشباب هم عماد التنمية والتقدم في أي مجتمع، والأمم الناهضة هي التي تفسح لهم المجال للمشاركة الفاعلة في مسيرة البناء والتطور، وهذا ما أدركته دولة الإمارات منذ نشأتها مطلع سبعينيات القرن الماضي، حيث كان المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ينظر إلى الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية، وظل هذا هو النهج الذي تسير عليه القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يؤمن بدور الشباب، ويعمل على تمكينهم وتعزيز مشاركتهم في مختلف مجالات العمل الوطني. وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مؤخراً، لدى افتتاح المقر الرئيسي للمؤسسة الاتحادية للشباب بأبراج الإمارات في دبي، حيث أكد سموه «أن تمكين الشباب، وإشراكهم في خدمة الوطن، والثقة بقدراتهم، واحتضان إبداعاتهم، معادلة إماراتية لبناء أفضل مستقبل». كما جاء اعتماد سموه خطة عمل المؤسسة والمبادرات التي تهدف إلى التوظيف الأمثل لطاقات الشباب وقدراتهم الإبداعية في دعم مسيرة التنمية المستدامة، ليجسد الاهتمام الاستثنائي الذي توليه القيادة الرشيدة لتمكين الشباب، وتوفير البيئة المناسبة التي تطلق طاقاتهم وإبداعاتهم الخلاقة، وبما يسهم في تعزيز مشاركتهم الإيجابية في مسيرة البناء والتنمية، فإحدى أولويات الحكومة - كما يقول سموه- تتمثل في توفير المقومات اللازمة كافة لرفع مستوى مشاركة الشباب وتوسيع دائرة إسهامهم في مختلف مسارات التطوير.
إن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي قال فيها: «طاقة الشباب قوة دافعة لجهود التنمية في الدولة، وهي أنقى طاقة، وأكثرها استدامة، وأعلاها قيمة.. طاقة الشباب هي أغلى مواردنا»، إنما تعبر عن إيمان القيادة الرشيدة بالشباب، والثقة بقدراتهم، فهم الأساس الذي ترتكز عليه مسيرة النهضة الإماراتية، سواء في مرحلة التمكين، أو في المستقبل، فهم القاطرة التي تقود الإمارات نحو الانتقال إلى مرحلة ما بعد النفط التي تعتمد على بناء اقتصاد معرفي تقوده كفاءات مواطنة.
يمثل الاستثمار في بناء الشباب وتعزيز قدراتهم أولوية متقدمة في اهتمامات دولة الإمارات، وهناك بالفعل العديد من السياسات والاستراتيجيات التي تستهدف الارتقاء بقدرات الشباب، فنماذج تطوير مراكز الشباب التي اعتمدها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، في أنحاء الدولة كافة، جرى تصميمها وفق رؤية عصرية وبمشاركة شبابية لتكون حاضنة مثالية لإبداعات الشباب تمكّنهم من المشاركة والتفاعل واستغلال كامل إمكانياتهم ضمن بيئة إبداعية تهدف إلى بناء مجتمعات شبابية رائدة. وفي الوقت ذاته، فإن «الأجندة الوطنية للشباب»، التي أطلقها سموه في أكتوبر 2016 لا تهدف فقط إلى تهيئة البيئة المناسبة أمام الشباب، كي يشاركوا بفاعلية في تشكيل الأجندة المحلية والعالمية، والمساهمة الجادة في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وإنما تعمل أيضاً على تعزيز روح الانتماء والولاء للدولة، وإيجاد شباب يعتز بقيمه وثقافته وهويته من خلال وضع برامج تسهم في إيجاد شباب وطني متمسك بالقيم ويجسد الهوية والثقافة الإماراتية، كما تتضمن هذه الأجندة العديد من المبادرات والآليات التي تعنى بتأهيل الشباب وتمكينهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم في مختلف المجالات، من خلال العمل على إطلاق العديد من المراكز التخصصية المعنية بالشباب وتفعيل الأنشطة الشبابية في القطاعات الاستراتيجية ذات الصلة بمستقبل دولة الإمارات، وهي مبادرات تصب في صالح تمكين الشباب، وتفعيل دورهم في حاضر ومستقبل الإمارات.
تقدم الإمارات تجربة متميزة في تمكين الشباب وتأهيلهم لتحمّل المسؤولية وإشراكهم في مواقع صنع القرار، ولهذا تظل نموذجاً ملهماً للشباب العربي، وليس أدل على ذلك من مجيئها للسنة السابعة على التوالي، في المرتبة الأولى بالنسبة إلى الشباب العربي كأفضل بلد للعيش والإقامة، وذلك وفقاً لنتائج «استطلاع أصداء بيرسون - مارستيلر لرأي الشباب العربي» العاشر، الذي صدر في مايو 2018، حيث ينظر الشباب العربي إلى الإمارات باعتبارها النموذج الذي يأملون لبلادهم أن تحذو حذوه في التطور والنجاح والتفوق.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية