يقدم استطلاع رأي «باتلجراواند» غير الحزبي بعض البيانات المفيدة عن الناخبين في سباق 2020. وتؤكد البيانات التحدي الذي يواجهه الجمهوريون في الدفاع عن الرئيس دونالد ترامب. فالرئيس لا يتمتع بشعبية كبيرة إلى حد كاف، هناك 41 في المئة يؤيدونه و55 في المئة لا يؤيدونه، وهي النسب المستمرة على مدار رئاسته كلها تقريباً. والقائمون باستطلاعات الرأي "الديمقراطيون" في شركة «ليك ريسيرش بارتنرز»، يشيرون إلى شدة عدم التأييد. وجاء في تقرير الشركة أن «شدة العداء لترامب مذهلة أيضاً إلى حد كبير، حيث لدى 48 في المئة من الناخبين آراء غير مؤيدة بشدة تجاه ترامب، والصورة الشخصية للرئيس سلبية للغاية وسط المستقلين أيضاً، فهناك 57 في المئة نظرتهم إليه غير مؤيدة من بينهم 43 في المئة لديهم هذا الشعور السلبي تجاهه بقوة».
وكلا الحزبين متورطٌ بقوة وحماس في السباق بالفعل. ولدى "الديمقراطيين" مبادرة من خمس نقاط في استطلاع رأي عام في الكونجرس، لكن كلا الحزبين حصلا على معدلات عدم تأييد من الناخبين. والسؤال الحقيقي يظل بشأن الاقتصاد. فهناك 59 في المئة قالوا إنهم قلقون أو قلقون بدرجة ما من حدوث كساد اقتصادي. ويحذر القائمون باستطلاعات الرأي" الديمقراطيين" من أن حزبهم مازال بحاجة إلى تقديم رؤية اقتصادية خاصة به. و"الديمقراطيون" يحظون بتقدم في الرعاية الصحية والتعليم، وهو ما ساهم كثيراً في تحقيق نجاحهم في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2018. والتحدي الذي يواجه الحزبَ الديمقراطيَ في المستقبل هو ترجمة هذه المزايا إلى إطار اقتصادي أكبر. لكن ترامب حصل على نسب تأييد مرتفعة في إدارة الاقتصاد، فهناك 57 في المئة يؤيدونه و38 في المئة يعارضونه، مقابل 41 في المئة يؤيدون سياسته الخارجية، والتي يعارضها 54 في المئة، بينما يؤيد سياسته في الهجرة 41 في المئة، ويعارضها 56 في المئة، ويؤيد سياسته في الرعاية الصحية 58 في لمئة مقابل معارضة 34 في المئة.
وأشار مسح «ليك ريشيرش بارتنزر» إلى أن "الديمقراطيين" يتمتعون بائتلاف واسع من الجماعات التي لا يروقها ترامب. وذكر المسح أن 83 في المئة من الأميركيين الأفارقة لا يؤيدون ترامب، ومن بينهم 69 في المئة لا يؤيدونه بقوة، وهناك 69 في المئة من الناخبين المنحدرين من أميركا اللاتينية لا يؤيدونه، منهم 59% لا يؤيدونه بقوة. وهذا التوجه سائد لدى هذه الجماعات منذ انتخابه رئيساً وما زالت هذه الجماعات من أقوى المعارضين لترامب. أما في أوساط جيل الألفية، فهناك 34 في المئة يؤيدون ترامب و58 في المئة لا يؤيدونه. وهذه أخبار سيئة لمستقبل الحزب الجمهوري وتلقي الضوء على التحدي أمام الحزب الجمهوري، وهو ليس تحدياً عرقياً وعنصرياً فحسب وليس على أساس النوع، بل على أساس جيلي أيضاً.
ويقر القائمون باستطلاعات الرأي من "الجمهوريين" في شركة «تارانس جروب» البحثية أن واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه ترامب هي النساء اللائي يتناقص وجودهن في الحزب "الجمهوري" بسببه. وقد ذكرت الشركة أن «الرجال يصوتون للجمهوريين بنسبة 44 في المئة مقابل 35 في المئة للديمقراطيين، أي بفارق تسع نقاط، بينما تصوت النساء للديمقراطيين بنسبة 48 في المئة مقابل 30 في المئة للجمهوريين، أي بفارق 18 نقطة». والنوع الآن يتفوق على العنصر والحالة الاجتماعية. والنساء في كل جماعة فرعية لا يروقهن ترامب فيما يبدو.
وباختصار، فقد أصبح ترامب عبئاً على "الجمهوريين"، ويدفع النساء إلى الفرار من الحزب. وإعادة انتخابه تعتمد على استمرار الازدهار الاقتصادي وعلى وجود خصم "ديمقراطي" ضعيف. لذا يتعين على "الديمقراطيين" انتقاء مرشحهم بعناية وتجنب اختيار شخص مثير للشقاق أو لا يتمتع بجاذبية. ويجب التركيز، كما فعلوا عام 2018، على الرعاية الصحية لكن لا يمكنهم تفادي الحديث بإسهاب عن الاقتصاد. وهم بحاجة كذلك إلى تقديم رؤية للصورة الأكبر للأمن الاقتصادي وتعزيز الأجور وخلق فرص عمل.

*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»