يحاول الصحفيون في العالم أن يخترقوا جدران السرية التي فرضها الرئيس الأميركي ترامب على خطته للسلام والمعروفة باسم صفقة القرن، وبالتالي فإنهم يبحثون عن أي مصادر أو شخصيات على اتصال بالإدارة الأميركية لاستقاء معلومات عنها. وشهد الأسبوع الحالي فيضاً من الأخبار في الصحف الإسرائيلية والأميركية والأوربية والعربية منقولة عن مسؤولين لم يصرحوا بأسمائهم، وهي أخبار تستحق أن نجمعها محاولين الوصول منها إلى صورة تقريبية للصفقة.
جاءت الدفعة الأولى من الأخبار من إسرائيل منسوبة لمسؤولين تلقوا معلوماتهم من أقرانهم الأميركيين، وأفادت بأن ترامب سيعلن خطته فور قيام نتنياهو بتشكيل حكومته الجديدة، أي على الأبعد في مطلع يونيو القادم، وأن الخطة تقوم على ما يلي:
1 - بالنسبة لصورة التسوية، فستكون هناك دولة فلسطينية على مساحة 90?من مساحة الضفة الغربية المحتلة.
2- بالنسبة للاستيطان، ستضم إسرائيل مناطق الاستيطان الكبرى.
3- سيتم تبادل للأراضي بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل في حدود الـ10?، حيث ستضم إسرائيل مناطق مقابل أخرى من داخل أراضي 1948 للدولة الفلسطينية.
4- بالنسبة للأمن والحدود، ستسيطر إسرائيل على مواقع في غور الأردن وقمم الجبال لضمان أمنها.
5- بالنسبة للقدس سيتم ضم أحياء القدس الشرقية لدولة فلسطين وستكون عاصمة لها وتبقى القدس القديمة تابعة لإسرائيل من الناحية الأمنية، وتنشأ إدارة أردنية فلسطينية إسرائيلية مشتركة للمقدسات الإسلامية.
6- بالنسبة لمشكلة اللاجئين لن يسمح لهم بالعودة إلى أراضيهم داخل حدود 1948، وسيتم حل مشكلتهم بتوطينهم في البلدان العربية التي يقيمون فيها، خاصة الأردن ولبنان، ومنحهم جنسيتها مقابل دعم مالي بعشرات مليارات الدولارات لهذه الدول لإعانتها على توطين اللاجئين، مع فتح فرصة أمام الراغبين منهم في الهجرة إلى أستراليا وأميركا وأوروبا، تشمل تقديم تعويضات للاجئي المهاجر.
ومن المهم أن نشير إلى أن معلومات قريبة من هذه كان قد أدلى بها علناً «نفتالي بينت»، وزير التعليم الحالي المتطرف في حكومة نتنياهو أثناء الحملة الانتخابية، حيث قال إن لديه معلومات بأن ترامب سيطرح فكرة الدولة الفلسطينية على 90? من الضفة، وأنه اتفق مع نتنياهو على هذا، وعلى تجنيبه للحرج أثناء الانتخابات بعدم الإعلان عن الخطة إلا بعد النتائج.
غير أن صحيفة «يديعوت أحرنوت» جمعت يوم الاثنين الماضي خلاصات تقارير أميركية وأوروبية أفادت ما يلي:
1- أفادت «واشنطن بوست» الأميركية بأن خطة ترامب لا تتضمن دولة فلسطينية بل حكماً ذاتياً للفلسطينيين.
2- نشرت «الجارديان» البريطانية خطاباً موقعاً من شخصيات أوربية شغلت مناصب سياسية عليا في الماضي، منها خمسة وعشرون وزير خارجية أوروبي سابق وستة رؤساء وزراء سابقين واثنان من الأمناء العامين للأمم المتحدة السابقين. يستنكر الخطاب خطة ترامب ويعلن رفضها ويطالب الحكومات الأوربية برفضها أيضاً؛ لأنها منحازة لإسرائيل وضد الفلسطينيين، ولكونها تخلت عن المفهوم الذي تبنته السياسات الأميركية من قبل، وهو «حل الدولتين». كما استنكر الموقعون على الخطاب اعتراف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وطالبوا حكومات دولهم بالتصميم على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها في القدس.
وأضاف تقرير «يديعوت احرنوت» أن «الجارديان» اتصلت بعناصر أميركية مقربة من كوشنير، وعلمت منها أن الخطة ستربط بين أربعة عناصر، هي: السلام، والتنمية الاقتصادية، واعتراف الدول العربية بإسرائيل، وقبول الوضع الحالي للسلطة الفلسطينية كسلطة حكم ذاتي وليس كدولة ذات سيادة.