شكلت فعاليات الأولمبياد الخاص، الألعاب العالمية، أبوظبي 2019، الذي اختتمت أعماله، أمس الخميس، فرصة مهمة لآلاف الفرق الرياضية من أصحاب الهمم من مختلف دول العالم، لإبراز قدراتهم وطاقاتهم المبدعة، حيث شارك هؤلاء على مدى أسبوع كامل في العديد من الأنشطة الرياضية. فخلال أيام الأولمبياد التي امتدت من 14 إلى غاية 21 من شهر مارس الجاري، احتضنت مدينة أبوظبي أكثر من 190 دولة مشاركة في الألعاب العالمية، وأكثر من 7000 رياضي من أصحاب الهمم، وما يزيد على 4000 من المرافقين والمدربين والأطقم الفنية، فعكست بذلك قدرتها على إدارة وتنظيم الألعاب والفعاليات ذات الحجم الكبير، ونجاحها في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من أصحاب الهمم لإظهار قدراتهم ومواهبهم الرياضية في جو تنافسي نظيف، فضلاً عن جذبها آلاف المتفرجين من الضيوف والمشجعين وتمكينهم من خوض تجارب شاملة ومتكاملة مع رياضيي الأولمبياد الخاص.
وبهذا الحدث العالمي تكون دولة الإمارات، ومدينة أبوظبي بوجه خاص، قد برهنت للعالم أنها باتت اليوم الوجهة المثالية لاستضافة الألعاب العالمية، بموقعها الجغرافي ومنشآتها الرياضية ومرافقها الحيوية وبنيتها التحتية العصرية.
ومن جهة أخرى استطاعت دولة الإمارات، بحكمة قيادتها الرشيدة، أن تعطي للأولمبياد الخاص للألعاب العالمية معنى جديداً يتجاوز بعده الرياضي البحت، وذلك بجعله حافزاً لتحسين نوعية حياة أصحاب الهمم عبر العالم، والرقي بإمكاناتهم الجماعية، وتعزيز خطوات دمجهم في مجتمعاتهم والدفع بهم إلى أعلى مستويات الاحترافية في العالم، مكملةً بذلك صورتها الإيجابية والحضارية لدى العديد من دول العالم، باعتبارها نموذجاً لدولة التعايش والتسامح والانفتاح على شعوب العالم وثقافاته.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد أكد أن اجتماع العالم في أبوظبي خلال الأولمبياد الخاص، يؤكد المكانة المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات لدى العالم، وأثنى خلال الزيارة التي قام بها لفعاليات الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص بمركز أبوظبي الوطني للمعارض على جهود المشاركين من مختلف أنحاء العالم، نظراً لما أبدوه من مستوى متميز في الأداء الرياضي الذي أهَّلهم للمنافسة في ألقاب أهم بطولات العالم المعنيّة بأصحاب الهمم، وخاطبهم قائلاً: «أنتم أبطال الإرادة القوية.. ورمز للعزيمة التي لا تلين.. فخور بإنجازاتكم وهي موضع اعتزاز الجميع.. فبإصراركم تكتبون قصصاً في سجل المجد».
وإذا كان هذا الحدث قد شكل مناسبة يُحتفى بها من قبل رياضيي العالم، فإنها قد اكتسبت أهمية خاصة لمنتخب دولة الإمارات المشارك في الأولمبياد الخاص، وذلك بحصوله على تكريم خاص من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال زيارته فعاليات الأولمبياد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث أعرب سموه عن سعادته بالروح التنافسية العالية لأصحاب الهمم إلى جانب الدور الهام الذي يؤديه المتطوعون في الأولمبياد، مؤكداً سموه أهمية تدشين مرحلة جديدة على صعيد تمكين أصحاب الهمم، وتقديم أعلى معايير الرعاية والاهتمام بهم من خلال المبادرات والتشريعات والقوانين التي تستهدف الارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم وتعزيز عملية إدماجهم في مختلف المجالات. وقال سموه في هذا السياق، إنه يجب توفير الفرص والإمكانات لأصحاب الهمم ليكونوا إضافة نوعية إلى مسيرة إنجازات أوطانهم في مختلف مجالات التقدم.
ونظراً للأهمية الكبيرة التي اتسمت بها هذه الفعالية الرياضية، وبناءً على ما تحمله من دلالات لدى شعوب العالم والمنطقة، فقد حضرت حفلها الختامي أسماء بارزة في عالم الفن والموسيقى في العالم العربي وعدد من النجوم العالميين، إضافة إلى مشاركة العديد من الرياضيين العالميين.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية