يبدو أن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو نتيجة يمكن التنبؤ بها – التوقيع على صفقة لا تحل القضايا الحقيقية التي تقسم أكبر اقتصاديين في العالم. ومن البداية أظهرت استراتيجية التعريفات الجمركية التي وضعها ترامب سوء فهم أساسي للاقتصاد الصيني ومشاكله.
وحقيقة أن «شي» يسيطر الآن بشكل كامل على الحكومة تضع ضغوطاً عليه لإحراز نجاحات والحفاظ على أداء اقتصادي قوي، نظراً لأنه ليس هناك شخص آخر الآن لإلقاء اللوم عليه. وهذا يشير إلى أنه ربما يكون حريصاً على إنهاء الحرب التجارية، لا سيما مع تباطؤ الاقتصاد الصيني. وفي حين أنه يبدو على استعداد لإعطاء ترامب ما يكفي لإنجاز الصفقة.
وسواء كانت مطالب الصين في بحر الصين الجنوبي، أو حدودها المتنازع عليها مع الهند، أو الدعوى القانونية ضد المسؤول المالي الرئيس لشركة هواوي المحدودة للتكنولوجيا، لا تقبل الحكومة الصينية ببساطة أن ينظر إليها في الداخل على أنها تخضع للتنمر من قبل الأجانب.
والمشكلة هي أن تعريفات ترامب قد أضرت بالاقتصاد الأميركي بما فيه الكفاية، وكانت مصدراً لحالة من عدم اليقين بالنسبة للمستثمرين، لدرجة أنه لا يستطيع ببساطة التمسك بصفقة أفضل. ويقال: «إن ترامب الذي دخل بالفعل أجواء حملة 2020 الرئاسية، ويشعر بالقلق من حدوث انخفاضات في سوق المال، يدفع لإنهاء المفاوضات سريعاً، أملاً في إثارة الجماهير».
وهذه الضغوط نفسها – والانتقادات من «الديمقراطيين» لأي اتفاق ضعيف – سيشجع ترامب بلا شك على الإعلان عن إنجازه بأعلى صوت ممكن. وهذا تحديداً هو النهج الخاطئ للتعامل مع الصين. فالرئيس «شي» سيحتاج إلى الترويج للاتفاق في الداخل، من خلال التأكيد أنه حل يحقق الفوز للجميع. ولأن ترامب يتناقض معه علانية وبشكل مستمر سيغذي الرواية بأن الصين تتعرض للإهانة. وهذا سيشجع الصين على تأكيد نفوذها المكتسب حديثاً في المستقبل، في التجارة، وكذلك في قضايا أخرى.
والنتيجة المحتملة هي التوصل لصفقة من شأنها أن تديم الصراع بين الولايات المتحدة والصين بدلاً من حله. وللأسف، فإن القوى السياسية نفسها التي تضغط على الجانبين نحو التوصل لاتفاق ذي قيمة مشكوك فيها ستغذي المواجهة المستمرة.
مايكل شومان
مؤلف كتاب «المعجزة: القصة الملحمية لسعي آسيا للثروة»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»