مع بزوغ فجر الرابع عشر من شهر مارس 1994، ولد نجم جديد في سماء الدراسات والبحوث العلمية واستشراف المستقبل ودعم عملية صنع القرار وخدمة المجتمع ليس فقط في العالم العربي وإنما في العالم أيضاً، وهو مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي أكمل عامه الخامس والعشرين هذا الشهر واحتفل باليوبيل الفضي في احتفالية امتزجت فيها مشاعر نخبة من الشخصيات الاتحادية المتميزة مع كوكبة من موظفي المركز الذين ساهموا تحت قيادة القائد المُبدع الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز في وضع اللبنات الأساسية للمركز خلال سنواته الأولى. ولقد كانت احتفالية اليوبيل الفضي مناسبة التقى فيها الجيل الأول لموظفي المركز، والذين تشرفت بالعمل معهم سنوات طويلة، حيث استحضر هذا الجيل ذكريات العمل معاً عندما كانوا يصلون الليل بالنهار لإنجاز الدراسات والبحوث وتنظيم المؤتمرات والعمل الإعلامي في رصد تطورات الأحداث والقضايا على المستويين العربي والدولي في وقت لم يغب فيه مطلقاً الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي عن متابعة كل صغيرة وكبيرة من مرحلة ولادة الأفكار إلى صقلها ووضع الخطة الزمنية لإنجازها ومتابعة تنفيذها ثم تقييمها وولادة أفكار جديدة.
ولقد كان من أبرز الأهداف التي ركز عليها السويدي خلال سنوات التأسيس الأولى، تنفيذ كافة أنشطة المركز من دراسات وبحوث ميدانية ومؤتمرات ومحاضرات وندوات بناء على أحدث معايير الجودة وبما لا يدع أي مجال للخطأ أو التقصير، أضف إلى ذلك جلسات العصف الذهني التي أنتجت المخرجات التي تميز بها المركز على مستوى المنطقة والعالم، ثم تحقيق كافة أهداف المركز من خلال نخبة من مواطني الدولة الذين اختارهم مدير عام المركز بنفسه بعدما تأكد من قدرتهم على استيعاب أفكاره وتحقيق الأهداف التي يصبو إليها وقد كان جهد الموظف الواحد يعادل عمل عشرة موظفين بلا كلل أو شكوى في تلك الفترة.
ولا أبالغ في القول إنه بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بقيادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي لفريق العمل وقدرته الفائقة على استخراج أفضل إمكانيات ومهارات الموظفين، وعمله لمعظم ساعات اليوم وتدقيقه الشديد على كافة مخرجات المركز، فقد تبوأ المرتبة الأولى في العديد من المجالات وأصبح نموذجاً يحتذى به في الدولة والمنطقة العربية بل وحاولت العديد من المؤسسات البحثية نسخ ما يقوم به المركز من أنشطة ولكن ظل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية دوماً في الطليعة. ومن أبرز المجالات التي تبوأ المركز فيها مرتبة الصدارة، استخدام شبكة «الإنترنت» للأغراض البحثية، وإطلاق الموقع الإلكتروني للمركز من خلالها، وذلك للمرة الأولى على مستوى الدولة والمنطقة، وإعداد البحوث العلمية لدعم عملية اتخاذ القرار في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، والدراسات الميدانية القائمة على استطلاعات الرأي والتي كان للمركز قصب السبق في تنفيذها على مستوى الدولة في العديد من الموضوعات ومنها الرضا الوظيفي ورضا الجمهور. أضف إلى ذلك احتلال المركز الأول في مجال الرصد الإعلامي على مدار الساعة للقضايا المحلية والعربية والإقليمية والدولية، وإنشاء قواعد المعلومات المتخصصة للأغراض البحثية واستضافة زعماء وقادة العالم في فعاليات المركز. والمحصلة إنجاز حضاري يضاف إلى إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي قال:«نثمّن الدور الذي يقوم به مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في إثراء البحث العلمي، بمختلف الدراسات العلمية المعنية بالمجالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية، وما ينظمه من مؤتمرات وندوات ومحاضرات عامة تنشر الوعي، وتثري المعرفة في المجتمع، بمختلف القضايا التي تهم الدولة».