سكان الولايات المتحدة على وشك الخضوع لفحص يتم إجراؤه كل عشر سنوات. ويعد هذا الفحص الشامل واحداً من أهم العمليات المنظمة بعناية في بلادنا. والسبب هو أن الولايات المتحدة تعتمد على البيانات الناتجة عن الإحصاء الأميركي لتخصيص، بشكل عادل، مليارات من الدولارات من أموال دافعي الضرائب وتوزيعها على 435 مقعداً تشريعياً في مجلس النواب. ولهذا السبب، يتم فحص كل جانب من جوانب التعداد بدقة وإعادة فحصه مقدماً، بحيث تكون البيانات الناتجة دقيقة وموثوقة.
ويبدو أن الدقة والموثوقية ليس لهما أهمية بالنسبة لوزير التجارة «ويلبور روس»، الذي أمر مكتب الإحصاء بإدراج سؤال لم يتم اختباره في نموذج التعداد، حيث يسأل المشاركين ما إذا كانوا مواطنين أميركيين.
في شهر يناير الماضي، حكم قاض فيدرالي بأن «روس»، الذي سيمثل أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب، انتهك «بشكل فظيع» القانون الفيدرالي بإضافة هذا السؤال عن الجنسية. وذهبت الجمعية الإحصائية الأميركية، وهي المجتمع المتخصص الرائد في العالم للإحصائيين، والتي أعمل بها، لأبعد من ذلك: إنه سوء تصرف إحصائي.
وإذا ما أعطي الوقت الكافي، يمكن اختبار سؤال كهذا بشكل صحيح وفقاً للمعايير العلمية للتأكد من أنه ليس مثيراً للارتباك، ولا يساء تفسيره بسهولة، ولا يتم إخراجه من السياق أو أنه لا يخلق مشاكل للمشاركين في التعداد.
والأكثر من ذلك، أن قانون الحد من الأوراق والمعايير المستمدة منه يتطلب أن يتم «اختبار» مثل هذه الأسئلة بشكل جيد مقدماً. ولا ينبغي أن تكون إحصائياً لكي تعرف أن السؤال الذي تمت صياغته بشكل سيئ يؤدي إلى إجابة غير موثوقة. فإذا سألت مجموعة من الأطفال ما إذا كانوا قاموا بتنظيف غرفتهم مؤخراً، فإنهم غالباً ما يكون لديهم فهم مختلف عن مفردة «نظافة» و«مؤخراً» عما تقصده أنت. والآن فكر في كلمة المواطنة – المليئة بالعاطفة والمعقدة بالحواجز اللغوية – ناهيك عن مستويات الشرعية والوضع. ومن الضروري فهمها بشكل صحيح. وهذا يحدث من خلال الاختبار الذي يستغرق وقتاً.
والمشكلة الثانية المثيرة للقلق هي مشكلة عدم الاستجابة. يجب على مكتب الإحصاء عد الجميع، لذلك يجب الاتصال شخصياً بهؤلاء الذين لم يستجيبوا للتواصل الأولي عبر البريد. بيد أن تكلفة الاتصال الشخصي باهظة للغاية. ورفع تكلفة التعداد الذي يُجرى كل عشر سنوات لجمع معلومات عن المواطَنة – والتي يتم بالفعل جمعها سنوياً بوساطة إجراء مسح «المجتمع الأميركي» – ينتهك القانون والمبادئ التوجيهية لتنفيذه.


*المدير التنفيذي لجمعية الإحصاء الأميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»